دعا متخصصون في الزراعة والموارد المائية إلى الاستفادة من إعادة استخدام المياه الرمادية للتغلب على تحديات ري الأشجار في مبادرة التشجير، المزمع فيها زراعة مليون شجرة في الطرقات العامة والميادين وأمام المنازل في مدن وقرى واحة الأحساء الزراعية. ترشيد المياه أوضح مدير العلاقات العامة والإعلام، المتحدث الرسمي في المؤسسة سلطان الخالدي ل«الوطن» أمس، أن إعادة استخدام المياه الرمادية هي واحدة من حزمة تطبيقات استدامة الري، والترشيد في استخدام المياه، مبينا أن المياه الرمادية هي مياه المساكن والمساجد الناتجة عن مياه غسيل الملابس والأطباق، وكذلك مياه الوضوء، والاستحمام، ومياه نواتج المطابخ الخالية من الزيوت والدهون، فيما يطلق مسمى المياه «السوداء» على المياه المختلطة بنواتج الفضلات الثقيلة في المجاري، لافتا إلى أن تلك الفكرة جديرة بالتطبيق داخل مختلف المرافق السكنية والتجارية، وذلك بتخصيص أنابيب مستقلة لتصريفها وتجميعها في خزانات خاصة، بجانب تخصيص أنابيب أخرى للمياه السوداء للفضلات الثقيلة، وبالتالي يمكن الاستفادة من إعادة استخدام مياه الرمادية لري الأشجار والمزروعات. وأضاف أن الدراسات العلمية والميدانية تشير إلى أن ما نسبته 45% من إجمالي المياه المستهلكة في المنازل تمثل المياه الرمادية، وهي التي تسمح بإعادة تدويرها واستخدامها للري، وستغطي مبادرة التشجير في كامل أرجاء الواحة. مناظر خلابة أكد عضو المجلس البلدي السابق في الأحساء، المشرف على مبادة التشجير في بلدة المنصورة علي السلطان، أن أعضاء لجنة المبادرة، التي تضم 8 مهندسين في الموارد المائية والهندسة الزراعية، أوصوا بزراعة أشجار الجهنمي، ذات الزهور الحمراء لكسر اللون الأخضر الذي يغطي واحة الأحساء بأكملها، وتشكيل مناظر خلابة بالمزاوجة بين الأشجار الخضراء واللون الآخر الأحمر، علاوة على المزايا الأخرى لأشجار النيم، إضافة إلى جمالها وقلة احتياجها للري، ومناسبة حجمها، مبينا أن تبني الحملة يهدف إلى جعل المنصورة نموذجا يحتذى به من ناحية عدد الأشجار وأنواعها، لافتا إلى أن المبادرة في بلدة المنصورة تستهدف زراعة شجرة لكل مواطن ومقيم في البلدة (10 آلاف نسمة)، بدءا من تشجير سور مدرسة المنصورة الابتدائية، وذلك لترسيخ حب الأشجار والتشجير لدى الطلاب، وتشجيعهم على ذلك، وتكرار أعمال المبادرة لتشمل أرجاء البلدة كاملة.