كلنا شاهدنا هجوم رئيس مجلس الأمة الكويتي، مرزوق الغانم، على وفد الكيان الصهيوني، في المؤتمر 137 للاتحاد البرلماني الدولي، الذي انعقد في مدينة سانت بطرسبورج الروسية، حيث قال بكل شجاعة: «إسرائيل تمثل أخطر أنواع الإرهاب، وهو إرهاب الدولة.. وعليك أيها المحتل أن تخرج من القاعة بعد أن رأيت ردة فعل برلمانات العالم، أخرج من القاعة إن كان لديك ذرة من كرامة..». ورأينا الوفد الإسرائيلي يخرج ذليلا من القاعة بعد أن وصفه الغانم «بالمحتل وقتلة الأطفال». وأحيي الأخ مرزوق الغانم على موقفه المشرف الذي حظي بإعجاب الجميع وردود فعل مرحبة من المشاركين في المؤتمر، فقد جاء موقفه البطولي هذا على خلفية موضوع البرلمانيين الفلسطينيين المعتقلين في السجون الإسرائيلية. مخطئ من يحتكر القضية الفلسطينية، فهي ليست شأنا فلسطينيا فحسب، بل شأن كافة العرب والعالم الإسلامي ككل، وبالتالي يتوجب على كل مسؤول عربي ومسلم الدفاع عن قضية فلسطين وفضح جرائم الصهاينة في المحافل الدولية، فهذه قضية قومية تتوارثها الأجيال العربية وغير قابلة للتمييع أو التطبيع الإعلامي والسياسي، فملاحقة إسرائيل في المحاكم والمؤتمرات الدولية يشكل مصدر إزعاج لها، بالإضافة إلى أهمية تركيز سلاح الإعلام على الإرهاب والجرائم والانتهاكات التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، لتعريتها وبيان صورتها الحقيقية أمام المجتمع الدولي، كما يعد ترسيخ مفهوم عدالة القضية الفلسطينية في عقول العرب والمسلمين وإحياؤها في وجدانهم أمرا لا مناص منه، وقد تجدد ذلك في مرزوق الغانم عندما صب غضبه قبل أيام على الوفد الإسرائيلي الذي لم يستطع أن ينبس ببنت شفة، وآثر ترك قاعة المؤتمر أمام أنظار العالم. ويعزز هذا الموقف القوي بعث أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، رسالة تقديرية إلى رئيس البرلمان الكويتي مرزوق الغانم أشاد فيها بموقفه المشرف. فالغانم حقق أكبر إنجاز سياسي منذ ما يقارب نصف القرن، كما قال في تصريح للصحفيين نقلته وكالة الأنباء الكويتية. ويسجل هذا الموقف الرائع لدولة الكويت ولمسيرتها في التضامن مع الشعب الفلسطيني الشقيق، وصفعة للمرجفين المشككين في نوايا الغانم والمنتقدين له، لكن الغانم ألجم هؤلاء بقوله: «أقول لكل من يحاول أن يحبط الهمم ويقلل من العزائم، إن المولى -عز وجل- لا يكلف نفسا إلا وسعها». قنديل ضياء أشعله الغانم في الشعوب العربية والإسلامية، في خضم الصراعات الإقليمية الكثيرة التي أشغلت تلك الشعوب عن قضيتهم المركزية الأولى، وما فعله يعتبر تحفيزا للدبلوماسيين لحذو حذوه. وأقول لكل من ينتقد فعله: قل خيرا أو اصمت.