أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أن مجلس التنسيق السعودي العراقي، سيجبر الصدع في العلاقات الثنائية بين البلدين، الذي استمر لفترات طويلة بسبب الحكومات العراقية السابقة، مبينا أن المجلس سيساعد العراقيين على لفظ النفوذ الأجنبي داخل الأراضي العراقية لاسيما نفوذ إيران وميليشياتها. وأضاف الجبير خلال مؤتمر صحفي عقده مع نظيره الأميركي ريكس تيلرسون، في الرياض أمس «إن المجلس خطوة تاريخية ونتطلع لمزيد من التعاون والتنسيق مع العراق، وشاركنا تيلرسون في اجتماعات مطولة بحضور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد، من أجل التباحث في العديد من الملفات، منها عملية السلام في الشرق الأوسط، والوضع في سورية واليمن، والخطر الإيراني، وأزمة قطر»، مبينا أنه تم التباحث على مواجهة الإرهاب والتطرف في المنطقة، بالإضافة إلى بحث موضوع كوريا الشمالية. وأشار الجبير إلى أن موقف المملكة في الأزمة الكورية الشمالية يتطابق مع موقف دول العشرين، مبينا أن أي تحركات استفزازية لكوريا الشمالية لا تخدم الوصول إلى حل للأزمة. وأفاد الجبير بأن المملكة والعراق لديهما من المقومات ما يسمح لهما بإقامة علاقات جوار جيدة، مشيرا إلى تراخي العلاقات في الماضي بسبب عدم تعاون الحكومات العراقية السابقة، مؤكدا أن العراق جزء من التاريخ السعودي، ومشيدا بالإمبراطورية العباسية التي ازدهرت في العصور السابقة. تعاون مثمر من جهته، لفت وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، إلى أن زيارته للسعودية تعد الثالثة منذ توليه المنصب فبراير الماضي، مشيرا إلى أن الزيارات المتعددة في الفترة القصيرة تعكس متانة العلاقات بين الرياضوواشنطن. وأبان تيلرسون، أن مجلس التنسيق يفتح صفحة جديدة في العلاقات بين السعودية والعراق، مضيفا «أن بغداد تتطلع للمستقبل، وتسعى لاقتصاد مستقر، لتتمكن من مواجهة النفوذ الخارجي، مشيرا إلى أن هذه الخطوات تتطلب إصلاح العلاقات العراقية مع الجوار، وأن العلاقة مع الرياض ستكون مفيدة ضمن رؤية 2030، والتي ستوفر فرصا اقتصادية واعدة. التصدي لإيران أضاف تيلرسون أن الاجتماعات تخللها استعراض استراتيجية الرئيس الأميركي الجديدة تجاه إيران، ودعم السعودية لها، محذرا الدول والشركات التي تربطها علاقات تجارية مع الحرس الثوري من العقوبات الأميركية التي ستطالها. وشدد تيلرسون على أن مجلس التنسيق المشترك سيعطي الحكومة العراقية الفرصة للوقوف على قدميها، وحماية أراضيها من أي تدخلات أجنبية، مضيفا «ندعم العراق كما يدعمها الملك سلمان، ونؤمن أن هذا سيؤدي إلى محاربة النفوذ السلبي لإيران». وعن الأزمة القطرية، أوضح تيلرسون أن واشنطن ستبقي علاقاتها مع كافة الدول كما كانت عليه، داعيا الدول كافة إلى الحوار البناء لتجاوز الأزمة، فيما أشار الجبير إلى أن الدول الداعية لمكافحة الإرهاب تتشاور فيما بينها حول الخطوات القادمة التي سيتم الإعلان عنها.