أكّد وزير الخارجية عادل بن أحمد الجبير أنّ تطابق رؤى المملكة وأميركا في معظم القضايا، دون الدخول في التفاصيل بالنسبة لموقف البلدين لأنها واضحة جداً. وبين أنه خلال زيارة وزير الخارجية الأميركي للمملكة التي التقى خلالها بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وبصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع - حفظهما الله -، بالإضافة إلى اجتماع مطول معه، بحثا خلاله موضوعات عديدة أهمها عملية السلام بالشرق الأوسط والوضع في سورية والخطر الإيراني على المنطقة والأوضاع في اليمن. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده وزير الخارجية عادل الجبير ونظيره الأميركي ريكس تيلرسون، في قاعدة الملك سلمان الجوية بالرياض أمس. وأشار الجبير إلى أن اللقاء بحث كذلك موضوع كوريا الشمالية، والتأكيد على أن موقف المملكة يتطابق تماما مع موقف الدول العشرين الذي يدعو إلى إقامة منطقة لا توجد فيها أسلحة نووية في شبه الجزيرة الكورية، كما عبرنا عن موقفنا بأننا نعتقد أن أي إجراء أو تحركات استفزازية من قبل كوريا الشمالية لا تستخدم في الوصول إلى حل هذه الأزمة. ونوه الجبير بالعلاقات التاريخية والاستراتيجية بين المملكة والولاياتالمتحدة وحرص البلدين عبر العقود الثمانية الماضية في تعزيزها وتكثيفها في كل المجالات، معبرا عن فخره بهذه العلاقة وما أنجزته في كل المجالات، أبرزها المجال السياسي والعسكري والمجال الأمني والمجال الاقتصادي والمجال التعليمي وغيرها من المجالات وأوضح وزير خارجية الولاياتالمتحدة أن زيارته هذه تعد الزيارة الثالثة للرياض بصفته وزيرا للخارجية الأميركية مما يؤكد طبيعة العلاقات بين الولاياتالمتحدة والمملكة، معبرا عن سعادته بانطلاق مجلس التنسيق السعودي العراقي، مقدما الشكر لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد أيدهما الله، ولوزير الخارجية الجبير على إتاحة قضاء فترة طويلة معهم لتبادل الأفكار. وأكد تيلرسون أن التعاون في مسألة التنسيق السعودي والعراقي يشكل خطط هامة لاستقرار ومستقبل العراق، كما يحقق أهمية من أجل البلدين معاً في سياق انتقال العراق نحو المستقبل، متطلعا إلى حالة من احداث استقرار متطور وتعزيز قدرة الحكومة العراقية لمقاومة أي تأثير خارجي قد تتعرض له، بحيث يكون بمقدورها الوقوف على قدميها. تيلرسون: المليشيات الإيرانية يجب أن تغادر العراق وأفاد أن هذه العلاقة مهمة للشعب العراقي بجميع أطيافه بحيث يستطيعون أن يشعروا الآن بحالة من التكامل مع دول الجوار، لا سيما المملكة، وبقية دول الخليج العربي، مؤكدا أن تطور العلاقة بين البلدين ستفيد المملكة في سياق رؤيتها لعام 2030، بحيث تعزز التعاون الاقتصادي وتقوي أواصر الروابط الاقتصادية بين البلدين. وبين وزير الخارجية الأميركي أن مسألة تطور العلاقات بين البلدين تعد في غاية الأهمية لكل من الدولتين، مشيرا إلى تطرقه خلال اللقاءات المكثفة مع خادم الحرمين الشريفين ومع سمو ولي العهد إلى سياسة الرئيس دونالد ترامب الجديدة إزاء إيران، حيث عبر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عن مصادقته الشديدة لتلك السياسة، بسبب سلوكيات إيران في المنطقة وبسبب ما أقدمت عليه إيران ممثلة بالحرس الثوري الإيراني من زعزعة الأمن في المنطقة، مؤكّدا وجوب مغادرة الميليشيات الإيرانية من العراق، آملا تيلرسون من الشركات الأوربية أن تنضم إلى هذه السياسة التي نراها بالإضافة إلى هيكلية العقوبات التي من شأنها منع إيران والحرس الثوري من العمل على زعزعة الاستقرار في المنطقة، وجعلها على غرار ما قامت به إيران في سورية واليمن. وأكد أنه خلال لقاءاته نوقشت الأزمة في اليمن والتطرق إلى جمل من القضايا الإقليمية بما في ذلك سورية، حيث نوه خادم الحرمين الشريفين أيضا إلى مشاكل أخرى في المنطقة، مشيرا إلى ما تطرق له الجبير من الشعور بالقلق إزاء مسألة ما أقدمت عليه كوريا الشمالية، حيث تعير الولاياتالمتحدة أهمية خاصة لما خلصت إليه القمة الأميركية السعودية، التي تمخضت عنها قرارات عديدة، وما شكلته القمة يعد دليلا على عمق العلاقة التي تجمع المملكة والولاياتالمتحدة في مجالات عديدة منها الأمن والدفاع وملفات أخرى، منوها بالاتفاقيات التي من شأنها تحقيق الكثير من الأمن في المنطقة، متمنيا في ظل الشراكة القوية مع المملكة تحقيق الإنجازات في المستقبل. من جهة أخرى غادر وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون الرياض بعد زيارة للمملكة، وكان في وداعه بمطار قاعدة الملك سلمان الجوية وزير الخارجية عادل بن أحمد الجبير، والقائم بالأعمال بسفارة الولاياتالمتحدة الأميركية بالمملكة كريستوفر هينزيل، وعدد من المسؤولين بوزارة الخارجية.