يتفاوض وفد عسكري رفيع المستوى من قوات البيشمركة، الحرس الإقليمي لكردستان العراق، مع مكتب القائد العام للقوات المسلحة العراقية، نوري المالكي، لحل مشكلة التصادم بين قوات عمليات دجلة وقوات البيشمركة في منطقة «طوزخرماتو»، جنوب مدينة كركوك الغنية بالنفط. في الوقت ذاته، كشفت مصادر عراقية مطلعة عن دور إيراني في المفاوضات بين بغداد وأربيل، وقالت هذه المصادر ل «الشرق»، في اتصال هاتفي من مقر إقامتها في العاصمة الأردنية عمان، إن رئيس مجلس الشورى الإيراني، علي لاريجاني، سيتفاوض مع رئيس إقليم كردستان، مسعود برازاني، لتغيير موقف الأخير من الأزمة السورية مقابل سعي طهران لإقناع المالكي بإلغاء عمليات دجلة. ويُرجَّح أن يصل لاريجاني إلى مطار النجف اليوم الثلاثاء في إطار جولة إقليمية لمناقشة سبل دعم نظام الرئيس السوري وتوحيد المواقف بين حكومتي العراق وإيران. وتؤكد المصادر أن برازاني وبالتنسيق مع تركيا قام بتدريب حوالى 800 مقاتل لضبط مناطق حدودية حيوية بين سوريا وتركيا قرب منفذ الحدود العراقية التركية، وأن هذه العناصر كُلِّفَت بواجبات تسيير أمور بعض المناطق الحدودية فيما التحق حوالى ألف مقاتل كردي آخر في معسكرات قرب منطقة «زاخو» لتدريبهم على حمل السلاح والإدارة المدنية لاستلام زمام الأمور في المناطق الكردية السورية. كما دعم برازاني مؤتمرات عُقِدَت في أربيل لدعم أكراد سوريا ومشاركتهم في الجيش الحر، فيما يشعر النازحون من أكراد سوريا بحرية الحركة والعمل في المدن الكردية مقابل رفض حكومة المالكي خروج النازحين السوريين في مناطق «حديثة والرطبة» من معسكرات الإيواء التي نُظِّمَت لهم في مناطق بعيدة نسبياً عن مراكز المدن الحدودية. ورداً على سؤال «الشرق» عن الموقف المتوقع لبرازاني من طلب المقايضة الإيراني، قالت هذه المصادر «كل شيء ممكن، لكن الإجابة على هذا السؤال بحاجة لإيضاحات كردية لتركيا من جهة وإلى الولاياتالمتحدة من جهة أخرى، فكلا الدولتين تستخدم إقليم كردستان لدعم الثورة السورية». وكان رئيس حكومة كردستان أكد دعم الإقليم لعودة القوات الأمريكية للإشراف على المناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل. ودعا نيجرفان بارازاني، في مؤتمر صحفي عقده في أربيل أمس الإثنين، إلى إدارة هذه المناطق بشكل مشترك وتحت رعاية أمريكية. وشكل تأسيس قيادة عمليات دجلة للإشراف على الأمن في محافظات كركوك وديالى وصلاح الدين نقطة تحول في التوترات بين أربيل وبغداد بعد أن جوبهت خطوته بالرفض من قيادات الإقليم ومجلس محافظة كركوك.