اعتبر وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي أمس أن إعلان وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون حول النووي الإيراني "خطوة إلى الامام"، مؤكدا في الوقت نفسه في خطاب ألقاه في منتدى "حوار المنامة" المنعقد في البحرين، أن إيران لن تستخدم قوتها ضد جيرانها المسلمين، وكرر نفي سعي بلاده إلى حيازة السلاح النووي. ورأى أن "سياسات الرئيس باراك أوباما هي امتداد لسياسات الرئيس السابق جورج بوش حيث رفع أوباما شعار التغيير ولكن لم نشهد أي تغيير سواء على الساحة الفلسطينية أو أفغانستان أو أي مكان آخر". وقال "صحيح أن إيران قادرة على أن تصبح قوية جدا، لكننا لن نستخدم قوتنا ضد الدول المجاورة ولا ننوي أن نفعل ذلك إطلاقا ضد جيراننا المسلمين بل إن اقتدارنا سيصب في مصلحة دول المنطقة". وخاطب دول مجلس التعاون الخليجي بالقول "إن كنتم أقوياء فنحن أقوياء وإن كنا أقوياء فأنتم أقوياء". وحول ما جرى من تبادل للتحية مع كلينتون قال "إنها باشرت بالسلام وإنني رددت عليها في الإطار الإسلامي لأنه لا يمكن لنا أن لا نرد السلام". وكانت كلينتون قد خاطبت إيران مباشرة لتطلب منها التحلي "بروح بناءة" قبل الاجتماع المقرر عقده يوم غد في جنيف بشأن المشاريع النووية الإيرانية. وقالت مخاطبة الوفد الإيراني المشارك "نأمل في أن نشهد خلال هذا الاجتماع حوارا بناء بشأن برنامجكم النووي". ولم ينظر وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي إلى كلينتون خلال خطابها ولم يصفق بعد انتهائه. وجاءت دعوة كلينتون التي لا تتضمن أي تغيير في المضمون، بلهجة مختلفة عن الخطب القاسية التي استخدمها المسؤولون الأميركيون في الأشهر الأخيرة في هذا الشأن. وقالت "نواصل تقديم هذا العرض للحوار مع احترام سيادتكم ومع تقدير لمصالحكم لكن مع التزام قوي بالدفاع عن الأمن العالمي ومصالح العالم في أن تكون منطقة الخليج آمنة ومزدهرة". وقبيل عودتها إلى واشنطن، قالت كلينتون للصحفيين الذين يرافقونها في رحلتها إنها أرادت التوجه إلى الإيرانيين "بطريقة لا يمكنهم وصفها بالاتهامية أو المدينة" لهم. وفي حديث ل"بي بي سي" أمس، أقرت كلينتون أيضا بفكرة السماح لإيران "في المستقبل" وبعد التأكد من نواياها، بتخصيب اليورانيوم على أرضها بمباركة القوى الكبرى. من جهة أخرى اتهم وزير الاستخبارات الإيراني حيدر مصلحي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بدس "جواسيس من وكالات أجنبية" في صفوف مفتشيها مكلفين مراقبة المنشآت النووية الإيرانية. ونقل موقع التلفزيون الإيراني عن مصلحي أن على الوكالة الدولية "أن تتحمل مسؤولية ذلك". وأضاف الوزير الذي كان يتحدث على هامش أعمال منتدى إن "الهيئات الدولية التي يتوجب عليها منع مثل هذه التصرفات لم تقم بواجباتها" في إشارة إلى الأممالمتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية.