في الوقت الذي بث فيه التلفزيون الرسمي التركي، أمس، صورا تظهر آليات عسكرية تركية تهدم الجدار الحدودي الفاصل بين إدلب وتركيا في إطار عملية عسكرية جديدة أعلنها الرئيس رجب طيب إردوغان ضد عناصر جبهة تحرير الشام في المحافظة، دخلت الأزمة بين حكومة حيدر العبادي في بغداد وحكومة الزعيم الكردي مسعود بارزاني في إقليم كردستان، على خلفية استفتاء الاستقلال، مرحلةً جديدة من التجاذبات، عقب أن وُسّد جثمان الرئيس العراقي السابق جلال طالباني بالعلم الكردي خلال تشييعه أول من أمس، بدلاً من العلم الوطني العراقي. واتهم حزب التحالف الوطني الحاكم في بغداد، بارزاني بأنه تعمد هذا الإجراء و فرضه على عائلة طالباني، بهدف إظهار إقليم كردستان كدولة مستقلة لها علم وطني. قطيعة قالت مصادر في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس الراحل طالباني، أن عائلة الأخير رفضت طلباً للعبادي بتشييع جثمان طالباني في العاصمة بغداد، مما دفع رئيس الحكومة العراقية إلى عدم حضور مراسم الجنازة التي جرت في مدينة السليمانية الكردية، شمالي البلاد. ورغم حضور ممثل حكومة بغداد، وزير الداخلية العراقي قاسم الأعرجي والزعيم السياسي في التحالف الحاكم عمار الحكيم، ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، إلا أنهم لم يلتقوا بارزاني. وكانت الخارجية العراقية، قد طلبت رسمياً من أنقرة وطهران إغلاق المعابر البرية بينها وبين إقليم كردستان، ووقف أي تعاملات تجارية ونفطية مع حكومة الإقليم، في خطوة قد تعقد الموقف في الأزمة. تحذيرات أميركية كشف قيادي بارز في ائتلاف دولة القانون برئاسة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي ل«الوطن»، أن واشنطن حذرت بغدادوأنقرة وطهران من عواقب اللجوء إلى أي عمل عسكري ضد إقليم كردستان. وقال القيادي «إن التحذير الأميركي لطهران نقل عبر الحكومة العراقية، فيما تم توجيه التحذير لأنقرة عبر مسؤولين عراقيين وأتراك»، مشيرا إلى وجود احتمالات كبيرة لأن تلجأ واشنطن والتحالف الدولي إلى قصف أي قوات تركية أو إيرانية أو قوات من الحشد الشعبي، في حال لجأت هذه الأطراف إلى استعمال القوة العسكرية. تحرك القوات الأميركية أفادت تقارير كردية مؤخرا، بأن القوات الأميركية المنتشرة في العراق نقلت العشرات من عسكرييها المتمركزين في أطرف العاصمة بغداد إلى مناطق كركوك وسهل نينوى بشمال العراق، كما أرسلت قوة عسكرية صغيرة إلى معبر إبراهيم الخليل بين تركيا وإقليم كردستان في خطوة تهدف إلى منع أي تصعيد عسكري محتمل. ووفق مصادر رفيعة في الحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة بارزاني، فإن الأميركيين سيزودون قوات البيشمركة الكردية بأي معلومات استباقية عن تحركات لهجوم عسكري تشنه القوات العراقية أو التركية أو الإيرانية مهما كان حجم هذا الهجوم. وأوضحت المصادر أن التحالف الدولي قد ينفذ ضربات جوية محدودة بطائرات من دون طيار ضد قوات إيرانية أو تركية أو قوات من الحشد الشعبي، إذا اجتاحت مناطق يسيطر عليها الأكراد، لافتة إلى أن التحالف من المحتمل أنه زود رئاسة الإقليم بأسلحة هجومية متطورة في إطار الحرب ضد داعش.