كشفت الفتاة العسيرية عطرة الملقبة ب«عسولة» (18 عاما) ل«الوطن» كيف كانت تقود السيارة منذ 6 سنوات سرا، وتسلك كل يوم عقبة المحرث الوعرة التي يزيد طولها على 7 كلم لقضاء احتياجات أسرتها. ومواقفها مع رجال المرور. كشفت الفتاة العسيرية «عطرة» التي اشتهرت بلقب «عسولة» كيف كانت تقود السيارة منذ 6 سنوات سرا لمراجعة المستشفى بوالدها المريض، وتسلك كل يوم عقبة المحرث الوعرة، والتي تربط بين شعف آل ويمن ومربة وتهامة الغيناء، ويزيد طولها عن 7 كلم من أجل إيصال والدها إلى مزارعه لمتابعة أعماله هناك، وكذلك إحضار كل ما يطلبه أهلها من السوبر ماركت. عسولة كشفت عسولة (18 عاما) في أول لقاء صحفي معها ل«الوطن» اسمها الحقيقي وقالت: «بعد صدور أمر الملك سلمان -حفظه الله- بالسماح للمرأة بقيادة السيارة، فإنني وبكل فخر واعتزاز أكشف اسمي الحقيقي لأول مرة، فأنا عطرة بنت عبدالله عسيري، من وطن آل سكران في شعف آل ويمن عسير، أقود السيارة نظرا لحاجة أسرتي لذلك»، مشيرة إلى أنها اشتهرت عبر سناب بلقب «عسولة» بسبب مناداة أهلها في البيت لها بذلك اللقب. وأضافت أن «هذا القرار الكريم لم يكن انتصارا لحقوق المرأة فحسب، بل تفريج عن كربة البعض، ورغم محاولات البعض الهمز واللمز، فإن هؤلاء يملكون الكثير من السيارات المتعددة، ولم تدفعهم الظروف لما دفعتنا إليه، فبعضهم لا يدرك أن هناك أسرا لا يوجد لها معيل، وأخرى جميعها من النساء والأطفال، ولديهم ظروف أخرى لا يعلمها إلا الله، ويحتاجون مثلما يحتاج الآخرون إلى وسيلة للتنقل». قيادة 6 سنوات روت عطرة كيف تعلمت قيادة السيارات، قائلة «تعلمت قيادة السيارات وأنا في الثانية عشرة، وتحديدا في الصف السادس الابتدائي، وكانت البداية منذ 6 سنوات عندما تعرض والدي لكسر وأنا في الصف الرابع الابتدائي، وواجهتنا مشكلة عدم وجود من يوصله إلى المستشفى، وتفاقمت المشكلة مع كثرة المراجعات الطبية، إضافة إلى معاناته من مرض السكر وأمراض أخرى مختلفة، إضافة إلى ظروفنا الأخرى، وبعد 3 سنوات من كسر والدي، فكرت جيدا بقيادة السيارة، خاصة وأن لدي إخوانا ولكنهم متزوجون ومنشغلون بأمور حياتهم، وأنا مع والدي بالمنزل، لم أحتمل أن أشاهد والدي يطلب من المعارف توصيله، فيوافقون مرة وتارة لا، عايشت الألم والحسرة، وشعرت بأسى كبير وأنا أشاهد والدي يبحث عن سيارة، فعرضت عليه الفكرة، فوافق وعلمني القيادة». ملابس رجالية أضافت عطرة «كانت أول محاولة لي للقيادة داخل المدينة عندما اتصل بي والدي ليخبرني أن سيارته معطلة في شعف آل ويمن، وكنت في أبها، فارتديت ملابس رجالية، ولم ألبس الغطوة أو الحجاب خشية أن تصادفني سيارة أمنية، وأخذت السيارة من نوع صالون، وتوجهت إلى موقع والدي من حي المشهد بأبها إلى الديرة في شعف آل ويمن، وصادفتني مركبة أمنية على طريق مدخل السودة، ولكنني لم أرتبك وواصلت السير بكل ثقة، حتى وصلت إلى موقع والدي، وقمت بعمل اشتراك لسيارته، وتشغيلها. ومضى في طريقه للبيت وأنا أسير خلفه». وأوضحت أنها لم تشعر بأي حرج، وكانت تقود السيارة بشجاعة واطمئنان دون أي مخاوف لتخدم والدها، تقول «كنت أوصل والدي إلى مزارعنا في تهامة نزولا مع عقبة المحرث ذات الطبيعة الوعرة والصعبة بما يزيد عن 7 كلم، وأيضا أذهب إلى السوبر ماركت لقضاء بعض الاحتياجات لأهلي». مواقف طريفة عن المواقف الطريفة التي حدثت لها، قالت عسولة «في إحدى المرات كان أخي يقود سيارته في الديرة، ولكنها «غرزت»، فحضرت إليه وقمت بربط «واير» وسحبته من موقعه، واتجهت إلى المنزل مباشرة، وبعد مغادرته تفاجأت ب «بنشر» في سيارتي، حينها كان أخي وصل البيت وسأله أهلي عني، فأخبرهم أني قادمة خلفه، ولم يكن يعلم بما حدث لي، وكان وقتها أذان المغرب، فأخرجت الرافعة من السيارة، واستبدلت الكفر التالف، ولحقت بأخي إلى البيت»، مشيرة إلى أنها لا تفضل قيادة السيارة الأتوماتيكية، لأنها لا تصلح للمنطقة الجنوبية، نظرا لوجود أودية وجبال وطرق غير معبدة، وتفضل السيارة العادية. قيادة الحراثة بينت عطرة إن قيادتها للسيارة لم تتوقف عند إيصال والدها فقط، بل كانت تقود الحراثة المستخدمة في زراعة الحقول، وقالت: «أقود الحراثة وأزرع الأرض وأحرثها، وهذا الأمر كان الكثير من النساء في الماضي يمارسنه، حيث كن يتواجدن في الحقول، ويتعاون مع الرجال في القيام بكل التزامات الحياة»، مشيرة إلى أنها تفضل قيادة سيارة الشاص موديل 82 والصالون 82 كاتشبي، وتقوم بنفسها بتغيير الزيوت. وكشفت أنها في شهر شوال الماضي كان والدها منوما في المستشفى المدني، فقامت بإيصال أهلها وعادت إلى البيت لأخذ أغراض، وعند وصولها إلى أحد المواقع في مدينة أبها، أوقفتها سيارة للمرور ، تقول «أعرف أنظمة المرور جيدا، وتجاوزت الأمر بكل سلامة بعد أن عرف رجل الأمن ظروفي الأسرية وسهل طريقي»، مشيرة إلى أنها ستلتزم بالأنظمة، وجاهزة لاستخراج رخصة قيادة، وستتبع كافة التعليمات الخاصة بقيادة المرأة.