تزامنا مع الزيارة التاريخية التي يجريها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى جمهورية روسيا الاتحادية لبحث التعاون الثنائي بين البلدين وتقوية العلاقات الاستراتيجية في ظل المصالح المشتركة، أصدر مركز «سمت» للدراسات، دراسة بحثية مطولة عن العلاقات الروسية السعودية وأهمية التوافق بينهما في السياسة النفطية والملفات الأخرى. وأوضحت الدراسة التي أجراها الباحث الاقتصادي عبدالعزيز المقبل، أن العالم النفطي يشيد بالجهود التي بذلها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في سبيل التقارب مع روسيا والاتفاق على سقف الإنتاج النفطي العالمي، وهو ما نتج عنه تحسن ملموس في أسعار النفط العالمية، ليبدأ بعدها النمو الاقتصادي العالمي بين الاقتصادات العظمى والناشئة. زيارات مثمرة أضافت الدراسة «أن الزيارات التي قام بها الأمير محمد بن سلمان في السنوات الماضية إلى روسيا، نجحت في وضع رؤية مشتركة لحل المشاكل والقضايا العالمية إلى جانب المواضيع الاقتصادية، حيث تمخضت زيارات ولي العهد عن توقيع العديد من التفاهمات والاتفاقيات على جميع الأصعدة، مما أسهم في تقارب وجهات نظر البلدين، وأثمر عن أول زيارة تاريخية يجريها ملك سعودي إلى الأراضي الروسية منذ بدء قيام العلاقات بين البلدين قبل 9 عقود. ملفات مشتركة يأتي ذلك، في وقت يرى مراقبون أن العلاقات بين المملكة وروسيا بدأت بالتقارب أكثر، خاصة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ووجود أرضية مشتركة بين الجانبين. وتلتقي سياسة موسكووالرياض في عدة ملفات إقليمية ودولية، من ضمنها عدم التدخل في الشؤون الداخلية، وتشابه مواقف البلدين في الأممالمتحدة، والتأكيد على محاربة الإرهاب الفكري والميداني المتطرف، وتوحيد الجهود لحل قضايا المنطقة وأبرزها الأزمة السورية والفلسطينية والليبية، وإيجاد صيغة توافقية لوقف التدخلات الإيرانية في شؤون دول المنطقة. أهمية التوقيت اعتبرت الدراسة أن براعة السياسة السعودية تجلَّت في اختيار توقيت الزيارة، إذ تزامنت مع مؤشرات واضحة على استعداد موسكو لتغيير مواقفها في شأن سورية، مع أدلة على مرونة في موقفها حيال اليمن، مما يضع الزيارة على أولويات العلاقة بين البلدين، وعلى مسار تعاوني جديد، ويؤكد رغبة الطرفين في المضي نحو التكامل في عالم يموج بالتحالفات والتكتلات والمصالح المتقاطعة. ولفتت الدراسة إلى أن زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى روسيا لم تُسلّط عليها أضواء إعلامية قبل حدوثها، وجاء وصوله إلى مدينة سانت بطرسبورغ مفاجئًا؛ مما أثار تساؤلات ملحة حول تحالف محتمل بين الرياضوموسكو، في ضوء الدور المهم الذي يؤديه كلٌّ منهما في المنطقة والعالم، خصوصًا على صعيد النفط، وأزمات الشرق الأوسط، والتقارب المحتمل بين الغرب وإيران. أصداء الزيارة أول زيارة ملك سعودي إلى روسيا نجاح سعودي في تقريب وجهات النظر مع موسكو التشارك في ملفات إقليمية ودولية قفزة نوعية في علاقة البلدين