فيما وصل إلى قطاع غزة وفد أمني مصري مكون من 14 عنصرا عبر معبر رفح الحدودي أول من أمس، لبحث إجراءات المصالحة الوطنية الفلسطينية وتسلم حكومة رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله مهامها في القطاع بعد قطيعة دامت نحو 11 عاما، أكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ورئيس وحدة إسرائيل بمركز دراسات الشرق الأوسط الدكتور طارق فهمي ل«الوطن»، أن زيارة حكومة التوافق الفلسطينية إلى قطاع غزة، في وجود وفد أمني مصري، هو نتيجة للجهود المصرية المتراكمة على مستويات عديدة لمدة عام ونصف العام من أجل إتمام المصالحة بين حركتي فتح وحماس. وأوضح فهمي أن جهود المصالحة شملت جميع الفصائل، بداية من لقاء مع حماس ثم الجهاد الإسلامي ثم التيار المعتدل بحركة فتح ثم حركة فتح، والذي انتهى إلى اتفاق المصالحة الذي تم الإعلان عنه قبل أسبوعين بالقاهرة. عرقلة الجهود أضاف فهمي «إن القاهرة سوف تظل ضامنا لتحقيق اتفاق المصالحة، وتنفيذ كافة البنود التي تم التوافق بشأنها»، لافتا إلى أن الأمر ليس مجرد تسليم وتسلم، وإنما سيكون لمصر دور متواصل لإنجاح المصالحة الفلسطينية، مبينا أن الأسبوع القادم سيشهد اجتماعا جديدا في القاهرة لاستكمال تنفيذ إجراءات المصالحة. واتهم فهمي أطرافا إقليمية تسعى لعرقلة هذه المصالحة واستمرار الانقسام من أجل تمرير مصالحها الحزبية الضيقة، لافتا إلى أن الإرادة السياسية المشتركة بين حماس وفتح هي من سوف تسهم في نجاح الاتفاق عبر خلق مناخ جديد لتعزيز العلاقات. صفقة القرن أوضح فهمي أن الجهود المصرية التي تحدثت مع الأطراف الفلسطينية والإسرائيلية والأميركية، برزت من خلال طرح حل الدولتين بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مشيرا إلى أن ذلك تزامن مع زيارة ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في الشرق الأوسط لقطاع غزة، بالتزامن مع وجود مبعوث الرئيس الأميركي للسلام في المنطقة. وتطرق فهمي إلى سياسة حماس في الآونة الأخيرة، حيث أشار إلى أن الحركة شعرت بضرورة التغيير وإعادة تشكيل دورها في المنطقة، فيما عقدت الحكومة الفلسطينية أولى جلساتها برئاسة رامي الحمد لله أول من أمس في قطاع غزة، تتويجا للجهود الإقليمية والعربية لتنفيذ أهداف المصالحة في فلسطين. ترقب إسرائيلي من جانبها، تحدثت أوساط إعلامية إسرائيلية أن حكومة الاحتلال باتت تراقب المصالحة الفلسطينية بكثب رغم انشغالها بموسم الأعياد اليهودية التي لا تصدر فيها الصحف أعدادها. ترحيب سعودي بتطور جهود المصالحة الرياض: واس رحب مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية، أمس، بتطور جهود المصالحة الفلسطينية، معبرا عن تطلعه بأن تثمر جهود حكومة الوفاق في تكريس الوحدة الوطنية وطي صفحة الانقسام بين الأشقاء الفلسطينيين وإنهائه بكل تبعاته. وأكد المصدر أن هذه الخطوة تعد منعطفا مهما في تاريخ القضية الفلسطينية، وستمكن من توحيد الصف الفلسطيني وبما يستجيب لطموحات الشعب الفلسطيني، والتمكن من المضي في العملية السياسية لاستعادة حقوقه المشروعة.