خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، كشف أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، عن حقيقة التدخلات القطرية في شوؤن الدول العربية والخليجية، وقال «صحيح نحن نزلنا إلى أمور غير صحية ومتدنية في الإعلام، سواء كان على المرئي أو المسموع، مع كل هذا نحن أكثر الناس تعرضنا لهذا الموضوع من إخواننا في قطر، لكن عندما تعرضنا لذلك قبل أن تكون هذه القضية اجتمعنا مع إخواننا في قطر، وأنهينا الموضوع، صار الشيء عادي». وأوضح مراقبون أن هذه الكلمات المختصرة لأمير الكويت أضافت دليلا آخر لباقي الأدلة التي تؤكد تدخلات قطر في شوؤن الدول الأخرى، وقالوا إنه رغم محاولة الإعلام القطري حجب هذه الحقيقة إلا أنه هذه المرة لم يستطع أن يخفي حقيقة مكشوفة أمام القيادة والمسؤولين الكويتيين. إثارة الرأي العام قال المحلل السياسي الكويتي، الدكتور فهد الشليمي، في تصريحات إلى «الوطن»، إن التدخل القطري في الكويت واضح، وبلغ ذروته خلال الربيع العربي عبر البرامج الإعلامية، أو بدعم بعض الشخصيات التي تحاول إثارة البلبلة، مبينا أن الكويت بسياستها الهادئة تعمدت إخفاء الأمور، ولجأت إلى الشكوى بصمت، في ظل ما هو معروف عن القيادة الكويتية بأنها تميل إلى عدم تصعيد الأمور. وأشار الشليمي إلى استمرار التدخل القطري في الكويت حتى وقت قريب، وقال «هناك عناصر في الكويت تثير الرأي العام، وتحاول أن تدعم موقف الإخوان، لأنه في حال انتهاء الإخوان انتهوا، والتدخل القطري الذي نعرفه تم عبر دعم بعض الشخصيات في القطاع الإعلامي، وتوفير الغطاء المادي وعمليات التحريض المستمر». عمليات التحريض وأضاف أن عملية التحريض جاءت من قبل إحدى الشخصيات الحكومية الهامة في قطر خلال أزمة العراقوالكويت عام 2012 وما بعدها، كما أن قناة الجزيرة منذ 1996 سخرت برامجها ضد الكويت، وجعلت من الكويت هي من حاصر العراق، بينما الواقع يشير إلى أن العالم حاصر العراق قبل قرار مجلس الأمن. وذكر الشليمي أن قطر جعلت من الإرهابيين مفكرين والانقلابيين منظرين في قناة الجزيرة، إلى أن انكشف هذا «السحر»، وعرفت الأمور، مضيفا أن القطريين يدعون أن الجزيرة قناة حرة متناسين أن من يديرها حكوميون. مدفعية الجزيرة قال أستاذ الإدارة العامة الكاتب الكويتي، الدكتور عايد المناع، في تصريحات إلى «الوطن»، إن قناة الجزيرة منذ نشأتها كانت مدفعية قطر لضرب الكويت، وإنها كرست عملها للهجوم على الكويت بحجة الوضع العراقي وما يسمى الحصار وأطفال العراق، مشيرا إلى أن القناة كانت استضافت الكثير من الحاقدين على الخليج والكويت تحديدا، وأن هناك اتهامات لدور قطري في الحراك الشعبي من خلال الجماعة التي تحتضنها قطر، كما أن أكاديمية التغيير وقناة الجزيرة اهتمت بالحراك الشعبي، وكانت الجزيرة تبث برامج مخصصة لمهاجمة النظام في الكويت، وقال «إن برنامج الاتجاه المعاكس خصص حلقة عن النظام في الكويت، وأنه يقمع، والثورات العربية أتت ولابد من تغيير النظام»، مبينا أن الكويت تحملت كل هذه الأمور تجنبا لأي عارض في مجلس التعاون. حماية النظام وأضاف المناع، أن مسارعة قطر في إدخال قوات خارجية أمر غير مرغوب، حيث إن قطر توجد فيها قاعدة أميركية، إضافة إلى 5000 تركي وغيرهم من الإيرانيين، الذين جاؤوا لضبط الوضع الداخلي بما يعيدنا إلى عام 1996 بعد إزاحة الشيخ خليفة من جانب ابنه حمد. وأشار المناع إلى أن قطر تواصل التحدي معتمدة على إمكاناتها المادية التي قد تساعدها على الصمود بعض الوقت، غير أنها لن تتمكن من الصمود طويلا. مشروع الدوحة الفاشل وقال الشليمي، إن الدوحة كان لديها مشروع وفشل، وإن النظام القطري كان يحلم بقيادة المنطقة عبر وجود تنظيم الإخوان وذراعها الإعلامي بما يخدم مشروع التغيير الأميركي خلال الإدارة السابقة، مؤكدا على فشل هذا المشروع وفشل صاحبه، والآن يعانون من تبعات ذلك. وأكد الشليمي أن سعي القطريين لتدويل الأزمة وعدم الاكتفاء بتدخل أمير الكويت يعني أن الإخوة في قطر غير موفقين في التعامل مع الأزمة، لافتا إلى أن تحريف وكالة الأنباء القطرية للاتصال الهاتفي بين ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وأمير قطر تميم بن حمد، يثير تساؤلا حول من يقود قطر الآن، وهل هو تميم أم هناك أطراف أخرى؟. وأوضح أن هذا التردد في السياسة القطرية يؤكد أن الأمير تميم ليس له سلطة، وأن ما حدث أساء إلى قطر وقيادتها. اتهامات خطيرة وبين المناع أن الاتهامات الموجهة لقطر خطيرة في قضية رعاية الإرهاب وتمويله واستخدام الإعلام لتهييج الشارع، كذلك احتضان قوى مناوئة لهذه الدول والتجنيس، كذلك القيام بأعمال وتصرفات عدائية، موضحا أن جميع الوسطاء أتوا ليؤكدوا على دعم الوساطة الكويتية، والتعويل على الكويت كعضو في مجلس التعاون لحل الأزمة، خاصة أن المطالب المقدمة من الدول الأربع هي نفسها المطالب في عام 2012، غير أن قطر لا تريد الوصول إلى حل لهذا الموضوع. وأشار إلى تفاؤل الجميع بالاتصال الهاتفي بين أمير قطر وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، غير أن هذا التفاؤل تبخر بعد ساعة، بعد أن حرفت وكالة الأنباء القطرية مضمون الاتصال بما يثير الشكوك حول نوايا الدوحة.