ربما المعلم البارز في إطار متابعات رحلة حجيج بيت الله من يوم التروية حتى قضائهم ثالث أيام التشريق في مشعر منى، انتهاءً بختام نسكهم بطواف الوداع، هو الحضور الحيوي الافتراضي لوسيط «واتساب» في متابعتهم مشوارهم لحظة بلحظة، صورة بصورة. ف»واتساب» كان حاضرا كأحد الشهود الافتراضيين أو الرقميين المساندين بقوة للجهود التي قدمتها مختلف السلطات المعنية لحجيج بيت الله الحرام، فلا تكاد تجد مجموعة دون أخرى، إلا وتناقلت زوايا مختلفة لدلالات خدمات الحج، بل وصل التنافس أشده بين المجموعات الهاتفية في إبراز أهم الصور الدلالية. خبير شبكات التواصل الاجتماعي، المهندس سالم الغامدي، أشار في تعليقه ل«الوطن»، إلى القدرة الكبيرة التي حققها «واتساب» من بين عموم الوسائط الافتراضية الأخرى ك«تويتر، وفيسبوك، وإنستجرام، وسناب شات»، في نقل الصورة الإيجابية لموسم حج 1438، مدحضا دعوات التسييس، ومبرزا بصورة اجتماعية عفوية أهم مكونات الخدمات التي قدمت للحجيج من الجهات المعنية بالحج على المستويين المدني، وكل القطاعات العسكرية الأخرى المشاركة في تنظيم هذا النسك. الغامدي يركز في معطيات حديثه على عدة بنود مهمة -على حد وصفه- هي نظرة مستخدمي «واتساب» الحج لصور الحج بمكونات تفصيلية صغيرة أسهمت في روعة وجمال ما قُدم لحجاج بيت الله الحرام، كأنهم وكالة أنباء متنقلة، ولكن بصورة مختلفة ونوعية في الوقت نفسه. يشير الغامدي، خلال رصده أكثر من 20 مجموعة هاتفية، إلى أن معالم تركيز المستخدمين في رسم صورة الحج، تحددت في قدرة المملكة على تنظيم وإدارة هذا الحشد الكبير في مساحات محددة -في إشارة إلى منطقة المشاعر المقدسة- تركيزهم على ابتهالات الحجيج على صعيد عرفات، صور متنوعة لرجال الأمن وهم يساعدون الحجيج في رمي الجمرات، خاصة مع كبار السن والأطفال، صورة طواف الحجيج بألوان مظلاتهم المختلفة.