وسط تصعيد الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية ضد كوريا الشمالية بعد إعلانهما عن نشر مزيد من الأنظمة الدفاعية المضادة للصواريخ، رداً على تجربة القنبلة الهيدروجينية التي أجرتها بوينج يانج أول من أمس، تباينت آراء المراقبين حول إمكانية المواجهة العسكرية بين الجانبين. وأكد المحلل والخبير السياسي خالد الزعتر، أن ملف كوريا الشمالية النووي ليس بجديد، فقد سبق أن تم التوصل لاتفاق عام 2006 بينها وبين أميركا ضمن المجموعة السداسية لحل الملف النووي سياسياً ودبلوماسيا، مشيراً إلى أن الجديد في هذا التوقيت هو أن فرص التسوية السياسية والدبلوماسية قد تصبح ضئيلة جداً، مقابل ارتفاع فرص الانجراف نحو الصدام العسكري، بخاصة أن اللغة العسكرية في التعامل مع هذه الأزمة جاء من بين خياراتها المطروحة على طاولة الخيار النووي، وأكد أن هذه الأزمة لا يمكن قراءتها بعيداً عن استراتيجية أميركا التي انتهجتها عام 2009 بالاستدارة نحو شرق آسيا لمواجهة القوة الصينية الصاعدة. وأضاف أنه في إطار الاستراتيجية الأميركية فإن واشنطن ستكون أكثر إصرارا على عسكرة ملف كوريا الشمالية بدلا من الإصرار على الدفع باتجاه التسوية السياسية، مشيراً إلى أن تعامل واشنطن مع ملف كوريا الشمالية سوف يحدد مدى قدرتها في التعامل مع التهديدات والتحديات التي ستواجهها في شرق آسيا مستقبلا، وسيكون ملف كوريا الشمالية هو من سيرسم ملامح القوة الأميركية التي تستعد لخوض المواجهة مع القوة الصينية الصاعدة. دعاية دولية أكد الأكاديمي في معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية في وزارة الخارجية الدكتور فهد المليكي في حديثه إلى «الوطن» أن الصراعات السياسية بين كوريا الشماليةوالولاياتالمتحدة الأميركية لا تتجاوز عن كونها دعاية دولية «بروبجندا» لاستعراض قوى الدولتين أمام العالم، لافتاً إلى أنه بعد فشل الاتحاد السوفيتي أصبح هناك هاجس كبير في صناعة قوى عالمية. وأشار إلى أن كوريا الشمالية تلعب فقط دورا مهما في الحرب النفسية، مستبعداً احتمالية شن حرب نووية، ومستبعداً شن الولاياتالمتحدة أي حرب على كوريا الشمالية في الوقت الحالي، خصوصاً أن الاقتصاد الأميركي لم يعد بتلك القوة الكبيرة كما في السابق. البحث عن حل سياسي كان البيت الأبيض قد أعلن أنه بعد التجربة النووية الاستفزازية التي أجرتها كوريا الشمالية، أول من أمس، تباحث الرئيس الأميركي دونالد ترمب هاتفياً مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، وأن الرئيس ترمب جدد التأكيد على التزام الولاياتالمتحدة بالدفاع عن بلادنا وأراضينا وحلفائنا بكل ما لدينا من إمكانيات دبلوماسية وتقليدية ونووية. وفيما تسبب نشر منظومة «ثاد» للدفاع الجوي غضب الصين، إلا أن اجتماع قمة «بريكس» الذي تستضيفه بكين أدان بأشد الكلمات، آخر تجربة نووية أجرتها كوريا الشمالية أول من أمس. ودعا زعماء دول القمة «البرازيل وروسيا والهند والصينوجنوب إفريقيا» في بيان صدر عن قمة المجموعة المنعقدة في شيامن جنوب شرق الصين، إلى إجراء حوار مباشر لتسوية القضية النووية في شبه الجزيرة الكورية. ومن جانبه، قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، أمس، إن الإقدام على أي خطوة حمقاء في أزمة كوريا الشمالية، قد يزيد الوضع سوءا، مضيفا أن هناك حاجة لحل سياسي للأزمة. تجربة القنبلة الهيدروجينية تقدر ب 50 كيلوطنا وتمثل سادس تجربة نووية مصممة لحملها على صاروخ طويل المدى أقوى خمس مرات من اختبار سبتمبر 2016 تفوق بثلاث مرات تأثير القنبلة الأميركية بهيروشيما