طرح العلماء فرضية الشتاء النووي من جديد، وذلك بعد 35 سنة من ذكرها للمرة الأولى في سياق دراسة آثار الكويكب الذي اصطدم بالأرض قبل نحو 66 مليون سنة، وأحدث انفجارا هائلا، وفقا لدراسة نشرت في Journal PNAS، تناولت ما حدث بعد الانفجار بعدة سنوات من آثار مدمرة. قبل نحو 66 مليون سنة اصطدم كويكب بعرض 10 كلم وضرب شبه جزيرة يوكاتان، وكوّن فوهة تشيكشولوب بعمق 20 كم. لكنه لم يكن الحدث الأول الذي ترك أثرا مدمرا على وجه الكرة الأرضية. بالطبع كان مدمرا في المنطقة المحيطة بالجزيرة، حيث تبخر كل كائن حي على وجهها، ولكن حول العالم أجمع كانت هنالك أحداث أخرى مثل زلازل هائلة وأمواج تسونامي. ولكن ما كان قاتلا هو ما حدث بعد الانفجار بعدة سنوات، وفقا لدراسة حاسوبية دقيقة نشرت في Journal PNAS، ذكرت أن حرائق الغابات التي انتشرت بعد الكويكب الذي اصطدم بالأرض وقتل الديناصورات أطلق أكثر من 15 مليار طن من البخار إلى الغلاف الجوي. تعرض العلماء لما حدث لهذا البخار، وكيف قتل 75% من الكائنات على كوكبنا بنهاية العصر الطباشيري. البخار الذي ارتفع عاليا قال صاحب الدراسة تشارلز باردين من المركز الوطني لبحوث الغلاف الجوي: انقراض الحيوانات التي عاشت على الأرض حدث بسبب الانفجار، ولكن الحيوانات التي تعيش في المياه وتلك التي كان يمكن أن تختبئ تحت الأرض أو الماء كان يمكن أن تنجو، لقد ضرب الكويكب بقوة كبيرة لدرجة أن عددا كبيرا من الصخور تبخر تمامًا وارتفع إلى الغلاف الجوي بشكل كروي، وكان من الممكن أن تعود هذه الصخور إلى الأرض وهي تحترق مما يؤدي إلى اندلاع حرائق الغابات بشكل واسع وفي أنحاء العالم. البخار من هذه النيران ارتفع عاليا إلى الغلاف الجوي وغطى السماء باللون الأسود وبالتالي حجب معظم أشعة الشمس. كانت السماء سوداء تغطي العالم لسنوات وأدت إلى قتل النباتات التي لم تعد قادرة على عملية التمثيل الضوئي وكذلك الحيوانات التي تتغذى على هذه النباتات. اختفاء البخار قال اوين تون من جامعة كولورادو، وهو أيضا مشارك في الدراسة: «في البداية كان الظلام كظلام ليلة مقمرة، على الرغم من أن درجات الحرارة على الأرض انخفضت إلا أنها ارتفعت كثيرا في الغلاف الجوي لأن البخار كان قد امتص حرارة الشمس، وقد تصل درجات الحرارة عاليًا إلى 200c. ما زالت آثار الكويكب الذي اصطدم بالأرض تتم مناقشتها حتى بعد 35 سنة من طرح آخر دراسة مكثفة، حيث طرح العلماء فرضية»الشتاء النووي» بعد 35 سنة من ذكرها لأول مرة ولكن بمستوى أكثر تطورا.