رغم التعتيم الإعلامي والاجتماعي على القضايا الداخلية في إيران، يحاول الرئيس حسن روحاني تجاوز الصعوبات التي قد تواجه حكومته في ولايته الثانية بعد أن لاقى منافسة شديدة من قبل متشددي الحرس الثوري والمقربين من المرشد الأعلى علي خامنئي. وتلاحق حكومة روحاني تهم قمع الأصوات المعارضة الداخلية وملاحقتها خارجيا، فضلا عن تردي الأوضاع المعيشية للمواطن، وهيمنة شركات الحرس الثوري على المفاصل الاقتصادية للبلاد، إلى جانب الانتقادات التي يتلقاها من قبل الإصلاحيين التابعين له. وكانت منظمات دولية حقوقية، قد طالبت المجتمع الدولي في الفترة الماضية، بالضغط على طهران، من أجل إنقاذ 22 سجينا سياسيا تم اعتقالهم في مناطق متعددة من البلاد احتجاجا على التعذيب وسوء المعاملة من قبل السلطات الأمنية للسجن. وأفادت مصادر ميدانية، بأن السجناء بدؤوا بالإضراب عن الطعام، بعدما اقتحمت قوة أمنية أحد السجون في مدينة كرج جنوبي طهران، ونقلت 50 سجيناً سياسياً إلى قاعة أمنية مزودة بكاميرات مراقبة، وتفتقر إلى أدنى شروط الحياة، مشيرة إلى أن السلطات قامت بقطع كافة الاتصالات عن ذويهم، ومنعت عنهم الزيارات. تردي المعيشة يأتي ذلك، فيما لم تنجح السلطات الإيرانية بحسب مراقبين، في منع الاحتجاجات الواسعة والتجمعات المناهضة لسياسة الدولة ضد المواطنين منذ سنوات، في وقت تشير إحصاءات مطلعة إلى أن نسبة الأسر العاملة التي تعيش تحت خط الفقر في إيران بلغت أكثر من 50 %، وتصل بحسب تقارير إلى 80 % من إجمالي عدد السكان. ويرجع مراقبون هذا التهميش المتعمد من قبل سلطات طهران للتنمية الداخلية، إلى عدم ثقة السياسيين بالمواطنين، وتركيزهم على معاداة الغرب والدخول في مشاريع لتطوير الصواريخ التي تعد انتهاكا للقوانين الدولية، دون الالتفات إلى المواضيع الداخلية. وتلجأ السلطات الإيرانية إلى اعتقال وتسريح ومضايقة العمال الذين ينظمون مظاهرات احتجاجية، وتوجيه اتهامات لهم بالعمالة وتهديد الأمن القومي وبعض الحجج الواهية. التدخلات الخارجية في غضون ذلك، تشير بعض التقارير المطلعة إلى أن نسبة كبيرة من الشعب الإيراني غير راضية عن السياسة الخارجية للبلاد، حيث فاقمت التدخلات الخارجية لإيران في مناطق الصراع مثل سورية والعراق واليمن، من غضب نشطاء التواصل الاجتماعي، داعين إلى إرسال السياسيين أبناءهم للحرب في سورية بدلا من توريط أبناء العائلات المفقرة. وطالب النشطاء بنشر رسائل المعارضة لهذه التوجهات على كافة المنصات الإلكترونية لتثقيف الناس وتوعيتهم بعدم التورط في مثل هذه الحروب التي لا طائل منها. يذكر أن الآلاف من المقاتلين الإيرانيين وقيادات رفيعة في الحرس الثوري قد لقوا حتفهم في الحرب السورية خلال السنوات الماضية، وتشير بعض الإحصاءات إلى أن أعداد القتلى ناهز 4 آلاف شخص بين فتيان وشباب وقيادات عسكرية رفيعة.
الداخل الإيراني - تردي الأوضاع المعيشية للمواطن - قمع الأصوات المعارضة وملاحقتها - زيادة أعداد المعتقلين السياسيين - رفض غالبية الشعب للسياسة الخارجية للبلاد - مقتل آلاف الإيرانيين في الحرب السورية