بينما أعلن رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج،عرض خارطة طريق على الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، لحل الأزمة في ليبيا، طالب مراقبون دول الجوار بالتدخل السريع لإيجاد حلول جذرية لإنهاء الانقسامات التي تواجهها ليبيا منذ سنوات. ومنذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي، دخلت ليبيا في أتون فوضى سياسية وعسكرية، إذ تتصارع فعليا على الحكم حاليا حكومتان، إحداهما في العاصمة طرابلس غربي البلاد، وهي الوفاق الوطني، المعترف بها دوليا، والأخرى في مدينة البيضاء شرقي ليبيا، وهي الحكومة المؤقتة التي تتبع مجلس نواب طبرق، التابعة له قوات المشير خليفة حفتر. وكان السراج أشار عقب لقائه السبسي في قصر قرطاج بالعاصمة تونس، إلى أنه طرح خارطة الطريق لم يكشف عن تفاصيلها خلال اللقاء، بعد أن لاحظ أن الحوار وصل إلى طريق مسدود. حلول سياسية عاجلة ياتي ذلك، في وقت سعت باريس إلى حلحلة جمود الأزمة الليبية، عبر استضافة المشير حفتر والسراج في الفترة الماضية، للاتفاق على التوصل إلى حل سياسي لا عسكري، وتوحيد الفصائل المسلحة تحت جيش وطني موحد، وإجراء انتخابات تشريعة ورئاسية عام 2018، وأن أي تسوية شاملة لا بد أن تكون نتيجة هذا الاتفاق. وتتصاعد المخاوف الإقليمية والدولية من الفراغ السياسي والعسكري في ليبيا، إذ تخشى دول الجوار «الجزائر، تونس، مصر»، تدفق المتشددين وتهريب السلاح إلى أراضيها، فيما ترى أوروبا أن ليبيا باتت ساحة إقليمية لتهريب البشر والسلاح، وتقويض الأمن القومي الأوروبي.