استمرت طهران في دعم النظام السوري خشية انهياره أمام هجمات فصائل المعارضة المسلحة طيلة السنوات الماضية، وذلك بواسطة الأسلحة والميليشيات، وضخ الأموال الطائلة في البنوك التابعة للنظام، فضلا عن شحنات المخدرات لتوزيعها بين المقاتلين. وبحسب المصادر الإعلامية المقربة من الإيرانيين، فإن طهران تستخدم طرقا متعددة لتهريب هذه الأسلحة والمخدرات، سواء عبر الطرق البرية المفتوحة بين التراب الإيراني وسورية، أو عن طريق الشحنات الجوية بواسطة طائرات مدنية لتضليل الرأي العام الدولي. وكان أحد عناصر لواء «فاطميون» الأفغاني والموالي للنظام، قد نشر أول من أمس، صورا يستعرض فيها، مادة الحشيش المخدرة، مؤكدا أن هذه الشحنة تأتيهم إلى سورية بشكل خاص من إيران وتكون مخصصة للمقاتلين الأفغان فقط. وأوضح العنصر الأفغاني أن شركة طيران «فارس» الإيرانية، تقوم بشحن كميات طائلة من مادة الحشيش المخدرة، عبر طرق جوية مباشرة من طهران إلى دمشق، ومن ثم إلى حلب، حيث تتواجد الميليشيات الأجنبية هناك. تعويض الخسائر يأتي ذلك، في وقت دأبت ميليشيات إيران على تعويض خسائرها بتجارة المخدرات، حيث تحدثت عشرات التقارير حول تجارة ميليشيا حزب الله اللبناني في شحنات المخدرات، وإقامة مزارع مخصصة لذلك داخل لبنان وفي سورية، مشيرة إلى أن هذه التجارة يشرف عليها كبار القادة من الميليشيا اللبنانية، وتعود عليهم بالفوائد الربحية الطائلة. بذكر أن تقارير أميركية مطلعة، قد طالبت إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما بتتبع الطرق الجوية التي تستخدمها طهران للوصول إلى دمشق، ومعاقبة الشركات الإيرانية المدنية المتورطة في هذا الشأن، إلا أن الإدارة السابقة لم تستجب لمثل هذه المطالب، فيما رأى مراقبون أن هذا التغاضي كان متعمدا، وذلك لعدم خرق الاتفاق النووي المبرم معها. تمويه العمليات في غضون ذلك، كان معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، قد أكد في تقرير له سابق، أن فيلق القدس التابع للحرس الثروي الإيراني، بات يستعمل طائرات مدنية على غرار شركة «ماهان» لنقل السلاح والمرتزقة إلى النظام السوري جوا، وذلك من أجل التمويه وتغطية هذه العمليات تحت الإغاثات الإنسانية للمتضررين. كما تحاصر طهران تهم دعم الميليشيات المتمردة في المنطقة، عبر تهريب الأسلحة والصواريخ والخبراء العسكريين ضد الأنظمة في المنطقة، على غرار دعم الميليشيات الانقلابية في اليمن، ولبنان والعراق والبحرين وغيرها. ويرى مراقبون أن الشحنات المخدرة التي ترسلها طهران إلى المرتزقة الأفغان في سورية، قد تكون نوعا من الترضية لهم في ظل وجود استياء كبير لدى الميليشيات من الوضع الاقتصادي والميداني، في وقت يخير النظام الإيراني اللاجئين الأفغان بالقتال في مناطق الصراع، أو العودة إلى مناطقهم التي تعاني فوضى سياسية وأمنية.