فيما توصلت ميليشيا حزب الله اللبناني إلى التفاوض مع مقاتلي جبهة النصرة حول إحداث صفقة لتبادل الأسرى في جبهة عرسال الحدودية مع سورية، وذلك بعد قتال دار بينهما مؤخرا، وأحدث خسائر كبيرة للميليشيات اللبنانية في الأرواح والعتاد العسكري، شكك مراقبون في عدم وجود هدف واضح للحزب في هذه المعركة، سوى أنه يبحث عن نصر وهمي لشرعنة تحركاته، والتقرير بالنيابة عن حكومة لبنان في التحركات العسكرية والسياسية على الميدان. واستشهدت تقارير حول تناقضات الحزب في الصفقات التي يبرمها مع عناصر تنظيم القاعدة، بالانتقادات التي وجهها سابقا للدولة اللبنانية بعد إبرامها اتفاقا مع جبهة النصرة قبل نحو عامين، عقب خطفها عسكريين لبنانيين، وتم فك أسرهما وفق هذه الصفقة، مشيرين إلى أن الخسائر التي لحقت بالحزب ربما تكون وراء لجوئه إلى هذه الصفقات، خصوصا أنه يعاني أزمات اقتصادية ربما تعصف بمستقبله العسكري والسياسي. ضحايا الرقة
وثّق نشطاء سوريون، أول من أمس، مقتل نحو 481 مدنيا سوريّا بفعل غارات كل من التحالف الدولي ضد «داعش»، وروسيا وميليشيات قوات سورية الديمقراطية وتنظيم داعش في محافظة الرقة شمالي البلاد خلال يوليو الماضي. وبحسب التقارير، فقد نفذت قوات التحالف الدولي 633 غارة جوية في الرقة خلال الشهر المذكور، وأسفرت عن مقتل 189 مدنيا سوريّا، فيما قتل 126 مدنيا جراء 440 غارة جوية روسية، و121 مدنيا جراء قصف مدفعي للميليشيات الكردية، و36 آخرين بسبب هجمات لتنظيم داعش، و9 في هجمات مجهولة. مراوغات الحزب
ياتي ذلك، في وقت نصّت الصفقة بين حزب الله وجبهة النصرة، على خروج جميع المسلحين مع عائلاتهم، إلى جانب خروج نحو 10 آلاف سوري آخر من تلال عرسال نحو سورية، وذلك مقابل الإفراج عن 8 أسرى فقط لميلشيا حزب الله، في وقت يدور الحديث حول وجود أموال طائلة لدى مسلحي جبهة النصرة، نتيجة إفراجها عن راهبات سوريات وعسكريين لبنانيين سابقين، بوساطة إيرانية قطرية. وعقب هذه التحركات، تريد الميليشيا اللبنانية الخروج بمظهر المنتصر أمام المجتمع اللبناني والدولي، رغم تكبدها خسائر كبيرة خلال معارك عرسال، فضلا عن تواضع أرقام الأسرى المفرج عنهم من الحزب أمام مسلحي جبهة النصرة. ويشير محللون إلى أن الميليشيا اللبنانية انتصرت وهميا وإعلاميا عبر وسائل الإعلام التي تروج لها الانتصارات أمام المجتمع الدولي، فضلا عن أن سياسة الحزب أصبحت تقوض من نفوذ وسياسات الدولة اللبنانية، وذلك تحت أجندة إيرانية بحتة.