تواصلت المعارك أمس في بلدة عرسال على الحدود السورية اللبنانية، بين ميليشيات حزب الله وقوات النظام السوري من جهة، و«جبهة النصرة» وفصائل معارضة مسلحة سورية من جهة أخرى. ومنذ الأربعاء الماضي، بدأ سلاح الجو التابع للنظام السوري حليف حزب الله، والذي يقاتل الأخير إلى جانب قواته في سورية منذ 4 أعوام، باستهداف مواقع للمسلحين في عرسال، حيث يتحصن ما يقارب الألفي مسلح ينتمي غالبيتهم إلى جبهة «النصرة» وتنظيم «داعش»، وفق إحصاءات لبنانية. وفيما تضم بلدة عرسال مخيمات تضم عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين الهاربين من الحرب في بلادهم، قالت مصادر إن ميليشيات حزب الله وقوات النظام تستهدف مسلحي «جبهة النصرة» في تلال عرسال، كما تم قصف القلمون في الجانب السوري، مشيرة إلى مقتل 3 من ميليشيات حزب الله خلال الاشتباكات، كما قتل لاجئ سوري في مخيم قريب من حواجز الجيش اللبناني من جهة أخرى، استهدفت المعارضة السورية المسلحة تجمعا لميليشيات حزب الله بصورايخ حرارية موجهة في بلدجة فليطة بالقلمون الغربي، مما أدى إلى تدمير الموقع ومقتل المسلحين الموجودين فيه. وفي سياق متصل، تمكنت المعارضة من إسقاط طائرتي استطلاع تابعة لميليشيات حزب الله في جرود القلمون الغربي. جاهزية استثنائية تترقب قوات من الجيش اللبناني الوضع، متأهبة لحدوث أي تطور في المعارك، وفي حالة جاهزية استثنائية، حسبما قالت مصادر عسكرية. ويفرض الجيش اللبناني طوقا أمنيا بين عرسال وتلالها، لمنع تسلل أي من المسلحين إلى البلدة التي يسكنها أكثر من 100 ألف مدني، بينهم لاجئون سوريون. وأكد مصدر عسكري أن الجيش اللبناني استهدف بالفعل مجموعة من المسلحين حاولت الفرار باتجاه عرسال، قادمة من وادي الزعرور بتلال البلدة. طوارئ طبية أفاد الصليب الأحمر اللبناني بأنه في حال استنفار، مشيرا إلى أنه وضع خطة احترازية في حال حصول أي طارئ في معارك جرود عرسال، نافيا وقوع إصابات حتى الآن في بلدة عرسال. ودعا الجيش اللبناني المنظمات الدولية الإنسانية والصليب الأحمر، إلى مواكبة عمليات دخول النازحين الراغبين في الخروج من المخيمات القريبة من تجمعات المسلحين. ويطالب اللاجئون المقيمون في تلك المخيمات بحماية دولية للمدنيين فيها، لا سيما أن الجيش اللبناني لن يسمح بعبور الرجال من تلك المخيمات باتجاه البلدة، خشية تسلل «إرهابيين» إلى عرسال لاستهداف مقرات الجيش الموجودة فيها.