على وقع خروقات النظام السوري المتكررة لاتفاق الهدنة الذي توسطت فيه مصر في الغوطة الشرقية بريف دمشق، تحدثت مصادر من المعارضة السورية أن ميليشيات حزب الله أصبحت تبحث عن انتصارات وهمية، خلال التقدم في مناطق حدودية بين سورية ولبنان، وذلك بعد الخسائر التي تكبدتها الميليشيا في الحرب السورية، فضلا عن العقوبات الأميركية الجديدة التي تلاحق الحزب. وبحسب مراقبين، تواصل عناصر الميليشيا التقدم في منطقة عرسال بدعم جوي من النظام السوري، لتأمين فتح ممرات برية بين الدولتين، وهو مشروع تتبناه إيران لضمان توسيع نفوذها في المنطقة، في وقت ينتظر اللاجئون السوريين مصيرا مجهولا واحتمالات وقوع كثير من الانتهاكات في هذه المعارك. وكانت أصابع الاتهام توجهت إلى ميليشيا حزب الله، بتورطه في مقتل الوسيط المفاوض بين الميليشيا وهيئة تحرير الشام «النصرة» سابقا، أحمد الفليطي، عبر استهداف سيارته بصاروخ في عرسال شرقي لبنان. تحركات موازية تشير تقارير إلى أن الأحداث التي تشهدها الساحة السورية ليست بمنأى عن معارك عرسال التي تقع داخل الدولة اللبنانية، إذ إن الجيش اللبناني كان أعلن استعداده لشن عملية تطهيرية للمناطق الحدودية من عناصر جبهة النصرة والمتشددين الآخرين، قبل أن يستبق حزب الله هذه التطورات ويبدأ بشن هجمات موازية، مما أسفرت عن سقوط العشرات من القتلى والجرحى في صفوف عناصره. وبحسب التقارير، فإن التحركات الميدانية للحزب، تفضح مدى ولائه للنظام الإيراني أكثر من لبنان، إذ إن عملية فتحه جبهة قتالية في الحدود بموازاة عملية للجيش اللبناني تعد بمثابة خروجه عن الدولة، وتحديه تحركات الجيش النظامي الذي يسعى إلى تطهير الحدود المشتركة، خاصة أن هذه المنطقة تمتلئ باللاجئين السوريين الفارين من المعارك في سورية. كما أن الحزب بات يتوجس من تراجع نفوذه في سورية، بعد الاتفاق الأميركي الروسي الأردني جنوب غربي البلاد، دون إشراك إيران في الاتفاقيات، وذلك بالتزامن مع استعداد هذه القوى لتكرار الهدنة في مناطق أخرى. معارك الرقة تواصل قوات سورية الديمقراطية «قسد» معاركها ضد معقل تنظيم داعش في مدينة الرقة السورية، إذ أشاد نائب قائد قوات التحالف ضد «داعش» روبرت جونز، أول من أمس، بالتقدم الذي تحرزه قوات «قسد» بعد توغلها في أنحاء متعددة من المدينة. وكانت الميليشيات الكردية بدأت معركتها ضد «داعش» في الرقة منذ يونيو الماضي، بدعم جوي من التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة، فيما دفعت عملية تسليحها حفيظة أنقرة وهددت بشن هجمات انفرادية ضد معاقل الأكراد بسورية، في حال تم تهديد الأمن القومي التركي.