تتابع الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان حاليا شكوى منع مواطنة مريضة بالسرطان تخضع للعلاج بالكيماوي من دخول أحد المتنزهات الترفيهية (الملاهي) بجدة، وتعمد قيام مشرفات الأمن بطردها. وصرح المدير العام لفرع الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بمحافظة جدة صالح سرحان ل«الوطن» بأن المريضة تقدمت بشكوى للفرع عبرت فيها عن صدمتها حيال ما حدث لها، مبينة أنها تقدمت أيضا بشكوى رسمية إلى هيئة السياحة وإدارة الملاهي في المحافظة. وأضاف سرحان أن الجمعية تطالب بالتحقيق السريع في شكوى المواطنة، حيث لا يعد مرض السرطان أو تساقط شعر الرأس من الأمراض المعدية، التي تمنع الإنسان من دخول دور الترفيه. العلاج بالكيماوي سردت المريضة عبير الرحيلي (29 عاما) قصتها ل«الوطن» قائلة إنها تعرضت لموقف محرج وأصيبت بصدمة كبيرة نتيجة طردها هي وصغارها من داخل أحد الملاهي الشهيرة في جدة يوم 25 شوال الماضي، واصفة التصرف معها ب«الوحشي». وأضافت: أن «أمن الملاهي طردها بسبب ظهورها بدون شعر بعد خلع الحجاب لارتياد الألعاب مع صغارها، وذلك خلال اليوم المخصص للنساء». وتابعت أنها تعالج بجرعات كيماوية تتسبب في تساقط شعرها وهذا بعد مرورها بمراحل طويلة من العلاج واستئصال الثدي. وقالت «إنها فؤجئت بمشرفة الأمن تتهجم عليها وتكيل لها الشتائم وتمنعها ارتياد الألعاب مع صغارها، وأقدمت على استدعاء مديرة الأمن التي زادت في إصرارها وطالبتها بالخروج الفوري من الموقع بسبب قصة شعرها».
قصة شعر غير طبيعية واصلت المريضة سرد قصتها قائلة إنها وشقيقاتها حاولن إفهام أمن الملاهي بحقيقة سقوط شعرها وأنها مريضة سرطان، وأنها خضعت لعدة عمليات وتسبب العلاج الكيماوي في تساقط الشعر، إلا أن هذا لم يقنع مشرفات أمن الملاهي اللاتي استمرين في محاولة طرد المريضة وصغارها. وأضافت أن مشرفة الأمن تلفظت عليها قائلة «قصة شعرك غير طبيعية»، مشيرة إلى أنها حاولت مرارا إفهامها أنها تعالج بالكيماوي ومعها التقارير الطبية.
التحقيق مع المشرفات «الوطن» تواصلت مع مدير أمن الملاهي الشهيرة بجدة «تحتفظ الوطن باسمه»، الذي أكد وقوع عملية الطرد، وبين أن مشرفات الأمن لديهن تعليمات بمنع دخول أي فتيات بقصات شعر غير مألوفة، ويجوز تشابه الحالة الشاكية مع وقائع أخرى، واصفا ما حدث مع المريضة ب«الخطأ». وقال إنه سيتم التحقيق الفوري في الواقعة، مشيرا إلى أن الملاهي تقدم خدماتها لكافة المرضى، دونما تمييز وتقدم لهم خدمات الألعاب المجانية.
ضرر نفسي شجب الاستشاري النفسي في مستشفى الحرس الوطني بالرياض الدكتور وليد السحيباني ما حدث للمريضة، وقال ل«الوطن» إن التعامل مع مرضى السرطان له دور كبير في مساعدتهم على الشفاء وتحسين حالتهم الصحية، مشيرا إلى أن لوم المرضى على ما يظهر عليهم من أعراض بعد الخضوع لبعض الأدوية كتساقط شعر الرأس أو الاستخفاف بمظهرههم الخارجي، قد يتسبب في حدوث اكتئاب وزيادة قلق المريض. وأكد السحيباني أن حالة السيدة التي تعرضت للطرد من إحدى الملاهي تعد حالة نادرة في مجتمعنا الذي دائما ما يدعم مرضى السرطان ويشجعهم، لكننا لا نزال بحاجة لتوعية الجميع بذلك عن طريق كافة وسائل الإعلام.
واقعة طرد مريضة السرطان دخلت إلى الملاهي مع صغارها وبعض شقيقاتها كان اليوم مخصصا للنساء خلعت الحجاب وذهبت للعب مع أطفالها طلبت مشرفات الأمن مغادرتها بسبب شعرها المتساقط حاولت إفهامهن بأنها مريضة وأنها تخضع للعلاج بالكيماوي مشرفات الأمن يرفضن تبريرها ويخرجنها وصغارها من الملاهي