رفضت أكثر من 81 ألف حالة العلاج بعد مباشرة حالاتهم من قبل الفرق الإسعافية العام الماضي، اعتقادا منهم أنهم بخير عقب تعرضهم لحوادث، غير مدركين لإمكانية تعرضهم لمضاعفات قد تكون بعضها مميتة، ولا تظهر بوادرها إلا بعد فترة، أبرزها النزيف الداخلي، وارتجاج الدماغ، والكسور. فرق إسعافية كشفت إحصائيات هيئة الهلال الأحمر السعودي أن «الفرق الإسعافية باشرت خلال العام الماضي 1437 أكثر من 439 ألف حالة، مرتفعة بأكثر من 7% عن العام قبل الماضي الذي سجلت فيه مباشرة 406 آلاف حالة». وأضافت أن «إحصائيات الهيئة للسنوات الماضية 1436-1437 تؤكد أن حالات رفض تلقي العلاج من قبل مسعفي الهلال الأحمر شهدت ارتفاعا بأكثر من 13% عما كانت عليه في العام قبل الماضي 1436، الذي شهد 70200 حالة رفضت العلاج، فيما سجلت الهيئة العام الماضي 1437 عدد 81255 حالة». وأوضحت هيئة الهلال الأحمر أن «الفرق الإسعافية نقلت أكثر من 299 ألف حالة خلال العام الماضي إلى مختلف مستشفيات والمراكز الصحية، كما عالجت قرابة 34 ألف حالة في موقع المباشرة، وكان عدد الحالات غير الإسعافية 6839 حالة، فيما تعثر وصول الفرق الإسعافية إلى 858 موقعا». إقرار برفض العلاج قال مصدر مسؤول في هيئة الهلال الأحمر السعودي ل«الوطن»، إن «بعض المصابين يرفضون تلقى العلاج عند مباشرة الفرق الإسعافية لهم، وفي هذه الحالة لا يستطيع أطباء ومسعفو الهيئة إجبار المريض على تلقي العلاج، لذلك تأخذ الفرق الإسعافية على المريض إقرارا برفضه للعلاج». ودعا كافة المواطنين والمواطنات والمقيمين والمقيمات إلى أخذ الحيطة والحذر، والتعاون مع كافة أطباء ومسعفي الهيئة عند تعرضهم لحالات مرضية أو حوادث تستدعي الإسعاف، وعدم التعنت ورفض تلقي العلاج، ومساعدة المسعفين على تقديم الإسعافات الأولية، وإنقاذ الأرواح. الكشف المبدئي أكد مستشار مركز القيادة والتحكم بوزارة الصحة الدكتور محمود خوجه ل«الوطن»، أهمية الكشف المبدئي من قبل فرق هيئة الهلال الأحمر على الأشخاص بعد مباشرة الحوادث، وعدم رفض تلقي العلاج، لأن بعض الإصابات لا تظهر أعراضها على الشخص بعد حصول الحادث مباشرة ولكن تظهر بعد فترة، ومنها النزيف الداخلي، وارتجاج الدماغ، والكسور المحددة وليست الكسور العامة الكبيرة الواضحة التي تكون في العظام الصغيرة في اليد أو في القدم أو شد الأربطة، ولذلك تتم معاينة ومراقبة المريض في المستشفيات المتخصصة لفترة 24 ساعة. دورات متقدمة بين خوجه أن «الشخص الذي يتعنت ويرفض تلقي الإسعافات التي تقدم له من رجال الهلال الأحمر بعد حصول الحادث عادة ما يكون غير ملمٍ بخطورة الإصابات الداخلية التي تنتج بعد الحادث، لذلك يجب أن تكون هناك برامج توعية توضح الإصابات التي تظهر بعد وقوع الحادث، على أن يتم ذلك وفقا ل3 جزئيات، أولاً التوعية الطبية المتخصصة عن الإصابات الناتجة عن الحوادث، وثانياً التوعية العامة عن أسباب الحوادث والوقاية منها، وثالثاً الدورات المتقدمة لمن يباشر الحوادث».