في الوقت الذي تتجه العلاقات التركية الألمانية إلى مزيد من التوتر، بعد سحب برلين قواتها من قاعدة أنجرليك التركية، واتهامات أنقرةلبرلين بإيواء عسكريين متهمين بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة، يسعى حلف شمال الأطلسي «ناتو» إلى حل القضايا العالقة بين البلدين باعتبار أنهما عضوان رئيسيان في هذا الحلف. وكان الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ، حثّ وزيري خارجية تركياوألمانيا، أول من أمس، على حل الخلافات بشأن الزيارات لقاعدتين جويتين في تركيا، في وقت يرى مراقبون أن البلدين يعتمدان على بعضهما في قضايا عدة، منها مسألة اللاجئين ومكافحة الإرهاب والتعاون العسكري. تزايد التوترات
بحسب مراقبين، وصلت توترات البلدين منذ المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا منتصف يوليو من العام الماضي، إذ تتهم أنقرةبرلين بدعم وإيواء نحو 4 آلاف عنصر من جماعات انفصالية تعادي تركيا، فضلا عن عسكريين متورطين في المحاولة الانقلابية، إلى جانب منع نشاطات حزب الحرية والعدالة التركي الحاكم من ترويج التعديلات الدستورية في ألمانيا وغيرها، فيما دفع رفض تركيا زيارة مشرعين ألمان للقاعدة التركية إلى سحب برلين قواتها العسكرية ونقلها إلى الأردن. كما أسهمت مسألة التعديل الدستوري الذي أجرته أنقرة في أبريل الماضي، في تفاقم العلاقات التركية الأوروبية، إذ ترى الدول الأوروبية أن هذه الإجراءات تهدف إلى الهيمنة على السلطات التنفيذية، إلى جانب انتقاد حملات الاعتقالات والفصل الوظيفي الذي قامت به الحكومة التركية لملاحقة المتورطين في الانقلاب الفاشل. مشاركة يذكر أن الجنود الألمان المتمركزين في القواعد التركية، يشاركون في مهمات التحالف الدولي ضد «داعش»، وذلك ضمن مراقبة جوية لحلف شمال الأطلسي «ناتو»، فيما تشير بعض الإحصاءات إلى أن العدد لا يتجاوز 250 جنديا ألمانيا إلى جانب بعض المقاتلات الجوية الأخرى.