كشفت تقارير أوروبية أن تحركات الرئيس الفرنسي الجديد إيمانويل ماكرون، خلال الفترة الماضية، وقيادته المواضيع ذات الحساسية العالية مع قوى عظمى على غرار روسياوالولاياتالمتحدةوألمانيا، تعكس مدى رغبة هذا الرئيس الشاب في قيادة الاتحاد الأوروبي وإعادة إحيائه من جديد. وبحسب محللين، فإن سياسة حكومة ماكرون تعتمد على تشكيل علاقات خاصة مع حلفاء بلاده التقليديين من جهة، وانتقاد الأمور الخلافية معهم من جهة أخرى، دون إظهار عداوة واضحة، مشيرين إلى أن هذه السياسة تعد متوازنة ومطلوبة في هذه المرحلة. فرص ثمينة فيما انتهت زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى باريس مؤخرا، ألمح ماكرون إلى أنه يسعى إلى إقناع ترمب بتغيير وجهات نظره إزاء اتفاقية المناخ التي وقّع على انسحاب بلاده منها في الفترة السابقة، إلى جانب قضايا التجارة ومكافحة الإرهاب، وهو مؤشر يعكس مدى قوة ماكرون الدبلوماسية في تغيير سياسات الزعماء. ويرى محللون أن انشغال الاتحاد الأوروبي بخروج بريطانيا منه، وعكوف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على تثبيت موقعها خلال الانتخابات المحلية المقبلة، ساعدت ماكرون في استثمار هذه الفرص وتحويلها لمصلحته، في وقت تشير بعض المصادر إلى أن باريس بدأت في سحب البساط من تحت المستثمرين الدوليين في بريطانيا، وجذبهم للمجيء إلى فرنسا بعد خروج الأولى من الاتحاد الأوروبي.
الهيمنة على إفريقيا تسعى باريس بقيادة ماكرون حاليا إلى إثبات نفوذها في القارة الإفريقية ومناكفة ألمانيا، إذ تتحرك بخطوات حثيثة لتزعم التسوية في كل من مالي وليبيا، اللتين أنهكتهما الحروب الأهلية والفوضى السياسية، فيما يمكن أن تهمين فرنسا على ألمانيا عسكريا، وتكسب حلف الولاياتالمتحدة بشكل أكبر، في حال لو زادت من حصتها العسكرية في حلف شمال الأطلسي «ناتو»، وذلك بعد انتقاد ترمب التقاعس الأوروبي إزاء هذا الحلف.
تحركات ماكرون التقارب مع واشنطن انتهاز الانشغال الأوروبي مع بريطانيا الهيمنة على نفوذ ميركل قيادة عمليات تسوية في مالي وليبيا زيادة حصة فرنسا في حلف الناتو