أستأذنكم في نداء أتوجه به من فوق هذا المنبر الجليل، باسم كل مواطن عربي بات بأمر أمته مهموماً... إلى المفكرين العرب في كل مكان كي يأخذوا زمام المبادرة بخطوة حقيقية فاعلة تضمن لأمتهم النجاة، وتحجز لهم صفحة الشرف والفخار في سجل التاريخ الإنساني. إن الوحدة التي تنشدها الأمة العربية - وهي حقها الطبيعي - لا بد أن تبدأ بدايتها الصحيحة بوحدة الفكر والثقافة الفاعلة لكل الأنشطة الإنسانية، وهذا يحتم بالضرورة اجتماع أرباب الفكر العربي في كل المجالات لصياغة مشروع جديد تحت مظلة مؤسسة فكرية تستجيب لاحتياجات الأمة، وتكون في الطليعة في مسيرتنا إلى الأمام، مهمتها الأساسية الاحتفاء بالأعمال الهادفة إلى الترقي، وكسر طوق التخلف وتكريم المخلصين لأهداف التلاقي والتضامن في جميع المجالات وإيجاد الفرص للتنافس بين المبدعين، وذلك من خلال إقامة تظاهرة فكرية تقام كل عام في بلد عربي يستضيفها وينظمها، ويتم في اجتماعاتها إلقاء الأضواء على المشروعات المختارة وتكريم الفائزين بجوائز هذه المؤسسة الفكرية. وأدعو الموسرين العرب لوضع رأس مال يستثمر وينفق منه على أنشطة هذه المؤسسة، وبذلك يجتمع الفكر والمال لمشروع حركة جادة تفعل النشاط الإنساني. سواء في العلوم أو الآداب أو الفنون أو غير ذلك من الأنشطة الإنسانية نحو هدف كبير، نأمل أن يصل بنا إلى الأمل المنشود.