أعلنت وزارة الدفاع الأميركية فجر أول من أمس، أنها قصفت أهدافا عسكرية تابعة للنظام السوري في قاعدة الشعيرات الجوية بريف حمص، وذلك بأمر تنفيذي مباشر من الرئيس الأميركي دونالد ترمب، عبر إطلاق مدمرتين عسكريتين من شرق البحر المتوسط 59 صاروخا مجنحا من نوع «توماهوك»، استهدفت القاعدة الجوية ومدرجا وطائرات حربية ومحطات للوقود، وموقعا للأسلحة الكيميائية. من جانبها، قالت وزارة الدفاع الروسية أمس، إن 23 صاروخا فقط من المدمرة الأميركية أصابوا المطار، في حين لا يعلم أين سقطت ال 36 صاروخا الأخرى. وأشارت الوزارة إلى أن الضربة الجوية دمرت الرادار ومنطقة تناول الطعام، وبناء تعليمي، إضافة إلى 6 طائرات من طراز ميج 23 الروسية، مؤكدة أن مسلحي المعارضة هاجموا مواقع تتبع للنظام فور الهجوم الصاروخي الأميركي. وأعلن جيش النظام السوري في بيان مقتل 6 من أفراده في الضربات الأميركية وجرح آخرين، فيما نسبت وكالة «إنترفاكس»الروسية إلى موظف في قاعدة الشعيرات الجوية السوري قوله إن الضربة سببت أضرارا بالغة في الموقع، وإن جميع الطائرات في القاعدة أصبحت خارج الخدمة، في وقت تناقلت مصادر إعلامية موالية للنظام أن قيادة الجيش أخلت القاعدة الجوية من معظم الطائرات قبل القصف الصاروخي الأميركي. . انعكاسات الضربة دوليا أعلنت عدة دول تأييدها للضربة الأميركية على غرار بريطانيا وفرنسا وتركيا واليابان وألمانيا والسعودية، واعتبرته ردا على الهجوم الكيميائي الذي وجهه النظام في مدينة خان شيخون جنوب إدلب وراح ضحيته عشرات القتلى والمصابين، إضافة إلى المجازر الأخرى، فيما انتقدت روسيا وإيران التحرك الأميركي، واعتبرتاه عدوانا مباشرا. موقف المعارضة من جانبها، أيدت فصائل المعارضة الضربة الأميركية على عدد من الأهداف في مطار الشعيرات، واعتبرتها غير كافية مطالبة باستمرار مثل هذه الضربات للحد من قدرات النظام العسكرية. وطالب القيادي في فصيل جيش الإسلام وعضو وفد المعارضة إلى مفاوضات جنيف محمد علوش، باستمرار الضربات، مشيرا إلى وجود 26 مطارا آخر لايزال يستهدف المدنيين، لافتا إلى أن الضربات يجب أن تكون مشتركة من جميع أنحاء دول العالم في كل المطارات. كما رحب عضو المكتب السياسي في جيش الإسلام محمد بيرقدار بأي رد على إجرام النظام لردعه، مشيرا إلى أن النظام لم يترك مجالا لحقن الدماء، واصفا الضربة الأميركية بأنها خطوة جريئة وصحيحة وتعتبر ورقة ضغط مهمة في مسار أي حل في سورية. وأيد الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة السورية الضربة الأميركية، داعيا إلى استمرار الضربات لمنع النظام من استخدام طائراته في شن أي غارات جديدة أو العودة لاستخدام أسلحة محرمة دولية. المواقف الأميركية تباينت آراء الجمهوريين والديمقراطيين في الكونجرس الأميركي إزاء الضربة الأميركية، حيث أيد البعض منهم القرار وعارضه آخرون، فيما دعا فريق ثالث ترمب لتوضيح استراتيجيته معربين عن قلقهم من هذه الخطوة. وصرح رئيس مجلس النواب بول راين الجمهوري بأن هذا التحرك مناسب وصحيح، كما رحب السناتور جون ماكين بخطوة واشنطن، ودعا إلى تبني إستراتيجية جديدة لإنهاء النزاع السوري، مشيرا إلى أن أول إجراء هو إخراج السلاح الجوي للأسد بالكامل من المعركة. من جهته دعا عضو الكونغرس ماركو روبيو أيضا إلى تبني إستراتيجية تمنع «روسيا من دعم النظام السوري بحرية».