يعد سوق الديرة أحد أبرز الأسواق بمدينة الرياض التي ما زالت تحظى باهتمام كبير من قبل الزوار، وهو يمثل صورة حقيقية للتراث السعودي، ويقع وسط مدينة الرياض بالقرب من قصر الحكم ويعود تاريخه إلى عام 1319، وقد استمر الازدهار التجاري في هذا السوق وظل محتفظا بقيمته إلى الوقت الراهن، وقد شهد بعض التحسينات الجميلة، ويحيط به قصر المصمك وشارع الثميري وجامع الإمام تركي بن عبدالله. ويكتسب السوق تميزا لا يوجد في مكان آخر في مدينة الرياض، إذ أصبح أكبر تجمع لمحلات بيع الملبوسات الرجالية كالمشالح والفري والأشمغة المطرزة يدويا والسجاد والتراثيات والأحذية الشعبية والبخور والعطورات الشرقية بجميع أنواعها، إضافة إلى وجود حراج مستقل داخل السوق يتم من خلاله عرض السلع القديمة. أفضل الزبائن التقت «الوطن» في سوق الزل، بعبدالعزيز النافع (أبو ماجد) الذي افتتح محله قبل 4 عقود ليتحدث عن حقبة من الزمن الماضي للسوق، ويبين أن أفضل زبائن سوق الزل هم «الأميركيون، يليهم الأوروبيون، ثم السعوديون والخليجيون». يقول أبو ماجد «سوق الزل قبل أن يكون فضاء للتجول والتبضع هو رمز وعنوان لتاريخ من الحضارة والأصالة والإبداع، ويصعب وصفه، فليس من رآه كمن قرأ أو سمع عنه، فزيارة واحدة لهذا السوق تعني أن تتهيأ للسير في طريق يقودك عبر المواقع الأثرية والمقتنيات الفنية عالية القيمة التي تعود إلى مئات السنين». أنواع السجاد أضاف النافع أن أفضل أنواع السجاد الإيراني ويليه السجاد التركي وبعده يأتي كل من «الصيني، والأفغاني، والباكستاني، والهندي»، مبينا أنه كلما كانت عقدة السجادة أصغر تكون أفضل. وأشار النافع إلى أن سجاد الحرير الإيراني من مدينة «قم» يعتبر أفضل أنواع السجاد، ويصل سعر السجادة مقاس متر في متر ونصف المتر إلى 28 ألف ريال، مبينا أن أكثر زبائن هذا النوع هم الأميركان والأوروبيون، مضيفا أن أسعار السجاد الإيراني تبدأ من 4 آلاف إلى 28 ألف ريال، معتبرا أن أفضل موسم لبيع السجاد في فصل الشتاء، وأن حركة السوق في رمضان الكريم شبه نشطة إلى حد ما. قال أبو ماجد «كما يوجد في سوق الزل البسط العراقية، لكنها شبه منقطعة منذ عام 1990 بسبب عدم استيرادها بشكل مباشر، إضافة إلى الحروب التي وقعت بها العراق»، مشيرا إلى أن أسعار «البسط» العراقية تتراوح ما بين 800 و1500 ريال.