عقب تصريحات رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، أول من أمس، والتي أكد فيها استعداد بلاده للتدخل في الرقة إذا ما هُددت مصالح أنقرة الإستراتيجية فيها، برزت مخاوف لدى المراقبين من إمكان تصادم الميليشيات الكردية والقوات التركية، وذلك في وقت تعد قوات سورية الديمقرطية أبرز الميليشيات الكردية المدعومة من واشنطن. وترى تقارير أن المرحلة التي تعقب الانتهاء من معركة تحرير الرقة، والتي بدأتها الفصائل العسكرية الكردية يوم ال6 من هذا الشهر، ربما تكون من أصعب المراحل، إذ ستبرز الخلافات بين القوى الإقليمية حول الجهة المخولة بإدارتها وبدء إعمارها، في وقت يقلل خبراء من إمكان عودة المدينة إلى سيطرة النظام السوري. مخاطر العمليات تحذر تقارير من إمكان تحرك القوات التركية بمفردها، والبدء بهجمات ضد أهداف تنظيم داعش من جهة، والميليشيات الكردية من جهة أخرى، باعتبار أن أنقرة ترى فيهم امتدادا لأذرع حزب العمال الكردستاني الذي تخوض معه معارك انفصالية طوال عقود سابقة. كما أن موقف الولاياتالمتحدة سيكون متذبذبا في حال اندلعت هذه المواجهات، إذ ترى إدارة الرئيس دونالد ترمب في الميليشيات الكردية حلفاء ميدانيين، يمكن الاستعانة بهم في العمليات ضد تنظيم داعش من جهة، ولا تريد التصادم مع حكومة أنقرة من جهة أخرى، فيما يحتمل أن تطالب تركيا الميليشيات الكردية بالخروج من الرقة فور الانتهاء من المعارك هناك. أزمات المدنيين تزامنا مع انطلاق معركة الرقة، يواجه مدنيو المدينة تحديات جسيمة، أبرزها الحصار المفروض عليهم من عناصر التنظيم المتشدد، فضلا عن التهجير السكاني الذي تنفذه الميليشيات الكردية، والعمليات الجوية التي ينفذها طيران التحالف الدولي، في وقت يقدر عدد المدنيين المحاصرين داخل المدينة بنحو 200 ألف مدني. وتزامنا مع هذه الأزمة، تبرز مخاوف لدى الروس، من احتمالية استغلال واشنطن هذه العملية في تقويض نفوذ بلادهم وإجبارهم على التراجع في مناطق أخرى، إذ إن ضربات التحالف الدولي ضد ميليشيات موالية للنظام وإيران في الجنوب السوري المتكررة، زادت من قلق موسكو، وفهمت أن واشنطن باتت تفرض مناطق نفوذ معينة على الساحة السورية. وتبرز أهمية مدينة الرقة، في أنها تقع حول منطقة إستراتيجية بين الحدود العراقية من جهة والتركية من جهة أخرى، وتعد ممرا مهما بين العراق وسورية، وهو الأمر الذي تسعى إليه إيران عبر ميليشياتها المحلية. المشهد الميداني تحرك الأكراد في محاور المدينة أنقرة تهدد بالتحرك منفردة تفاقم أعداد النازحين ضبابية المشهد بعد التحرير