في الوقت الذي تحاول فيه إيران عبر وكلائها المحليين في سورية تأمين ممرات برية بين العراق وسورية وسواحل المتوسط، وبعد استهداف التحالف الدولي للميليشيات الإيرانية في الجنوب السوري للمرة الثانية، أكد نشطاء ميدانيون أن طهران باتت تحاول البحث عن بدائل أخرى للممرات البرية التي كانت مخططة لها، مشيرين إلى أن البديل الوحيد هو الذهاب إلى الشمال السوري الذي تسيطر عليه عدة فصائل كردية، ومحاولة إقامة تحالفات جديدة معها. وأشار مراقبون إلى أن الوسائل التي تضمن لإيران تأمين مشاريعها في المنطقة هي الاعتماد على الميليشيات المحلية، لافتين إلى أن خطوة إنشاء ميليشيا الحشد الشعبي في العراق قد تتبعها خطوات مثيلة في سورية، ويحتمل أن تكون منافسا للفيلق الخامس الذي أنشأته روسيا. وكان الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية، قد أشار إلى وجود ميليشيات إيرانية في بعض المحافظات السورية باتت تحمل شعارات «الحشد الشعبي السوري»، في وقت تستعد فيه أطراف الأزمة السورية لجولة جديدة من المباحثات في أستانة يومي 12 و13 من هذا الشهر. استعادة النفوذ ترى تقارير مطلعة أن إيران تخشى غياب أي دور لها في سورية، وذلك بعد رفض قوى المعارضة السورية أي وساطة لها خلال المباحثات التي جرت في جنيف وأستانة، الأمر الذي دفعها إلى التحرك سريعا ومحاولة شرعنة الميليشيات الموالية لها والتي تقاتل في صفوف قوات النظام داخل مؤسسات الدولة، وهو الأمر الذي فرضت مثيله على الدولة العراقية، وشرعنة ميليشيا الحشد الشعبي ضمن الجيش الرسمي، وهي خطوة تهدف إلى ضمان قوات عسكرية موالية لها. ويرى نشطاء أن تكرار الحشد الشعبي بنسخته العراقية في سورية، ما هو إلا محاولة للتغطية على خسائر الحرس الثوري والميليشيات الأجنبية الأخرى، في وقت تم تكليف علي الخليف المعروف بولائه المطلق لإيران، قائدا لهذه الميليشيا، فيما تم تأسيس وتنظيم معسكرات تدريب للمقاتلين المنضوين تحتها، وتعليمهم على حمل السلاح والقتال. معارك ضارية على صعيد متصل، لا تزال فصائل المعارضة السورية تخوض معارك ضد قوات النظام السوري والميليشيات الموالية له في حي المنشية الاستراتيجي بمدينة درعا، حيث تسعى قوات النظام إلى استعادة السيطرة عليه، وفرض وقائع جديدة على الأرض، وذلك قبل انطلاق جولة جديدة من مفاوضات أستانة. وأشار نشطاء سياسيون إلى أن قوات الأسد استقدمت تعزيزات كبيرة وأسلحة ثقيلة في الحي المذكور، لمحاصرة قوات المعارضة المسلحة، في وقت يعد الحي أهم المواقع التي خسرها النظام في الآونة الأخيرة، وسقط خلال المعارك الدائرة فيها العشرات من ميليشيات حزب الله اللبنانية والأفغانية وغيرها.