أعلن مستشار الرئيس السوداني ومسؤول ملف دارفور غازي صلاح الدين عن توقيع اتفاق سلام وشيك بالعاصمة القطرية الدوحة بين الحكومة و"حركة التحرير والعدالة"، مشيرا إلى أن استراتيجية الدولة الجديدة لسلام دارفور توازن بين الجهد لحل المشكلة بالداخل والخارج. وقال صلاح الدين ردا على تساؤلات ممثلي الأحزاب السياسية في اللقاء الذي نظمه حزب المؤتمر الوطني الحاكم بولاية جنوب دارفور أمس إن قيام الحركة الشعبية الشريكة في الحكم باستضافة حركات دارفورية "يعتبر خارج اتفاق السلام الشامل". وأضاف في سياق آخر "لدينا مطلق الحق في الاستنتاج بأن الطريق الذي تمضي فيه الحركة في التسجيل للاستفتاء من ترهيب وتخويف سيلقي بظلال سالبة على مصداقية الاستفتاء، ولفت إلى أن هناك مستشارين أجانب في الجنوب يوجهون الأحداث ليس في مصلحة الجنوب ولا الشمال أو العالم الخارجي. وأكد سعي الحكومة للاستمرار في سياستها الخارجية القائمة على حسن الجوار، وأن الجنوب إذا أصبح دولة سينطبق عليه ما ينطبق على دول الجوار. إلى ذلك أعلن حزب المؤتمر الوطني أن رئيس حركة تحرير السودان مني أركو مناوي "فشل في إعداد قواته لتنفيذ الترتيبات الأمنية الموقع عليها في أبوجا" على إثر الخلافات الميدانية الحادة بين مناوي والمقاتلين الميدانيين بالحركة. وقال أمين الإعلام بالمؤتمر الوطني فتحي شيلا إن هنالك "خلافات وصراعات ميدانية داخل حركة مناوي تتمثل في عدم قدرة مناوي على تحديد مسؤولياته السياسية والعسكرية تجاه قواته بالإضافة إلى أن هنالك قيادات ميدانية داخل الحركة رفضت الانصياع لتنفيذ اتفاقية أبوجا والترتيبات الأمنية". وأبان أن مناوي يحاول السيطرة على زمام الأمور داخل حركته وأخذ المبادرة في اتخاذ القرار السياسي من خلال دعوة منسوبيه للخروج من الخرطوم والانضمام إليه مجدداً. وأضاف أن مناوي "أصبح ليس هو الشخص الوحيد الذي يستطيع إصدار القرارات السياسية والميدانية تجاه قواته بل إن هنالك شخصيات وطنية جديدة برزت على السطح يمكن التعامل معها إذا أرادت تنفيذ الترتيبات الأمنية بمعزل عن مناوي". وفي المقابل أوضح أمين الشؤون القانونية وحقوق الإنسان والقيادي بحركة تحرير السودان المستشار عبدالعزيز سام ل"الوطن"، أن الحركة "ملتزمة باتفاقياتها مع الحكومة السودانية وأن ما يشاع عن تنصلها من تنفيذ البنود الخاصة بالاتفاقية عار من الصحة". وأوضح أن الحركة "تسعى أولا وأخيرا لإرساء الاستقرار على الأرض في دارفور بعيدا عن أي مزايدات".