دعا مدير مركز الأمير خالد الفيصل للاعتدال الدكتور الحسن آل مناخرة، جميع الباحثين والمهتمين للاستفادة والمشاركة في الفعاليات العلمية والثقافية لمركز الأمير خالد الفيصل للاعتدال، وقال «إن منهج الاعتدال هو أحد مناهج العمل الرئيسة لدى المملكة العربية السعودية، وذلك منذ إنشائها حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، ويتضح بجلاء في تعاملاتنا اليومية المختلفة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا. واستشهد الدكتور آل مناخرة بحديث لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود عن الاعتدال ألقاه عام 2012 في محاضرة عن «منهج الاعتدال في حياة الملك عبدالعزيز»، حينما كان وليا للعهد، حيث قال -أيده الله- «نحن اليوم أحوج إلى الاعتدال في خضم التحولات والتيارات والمحاولات المتعددة لتغيير المفاهيم، وتشويه الحقائق، والتأثير على الآخرين باستخدام معلومات ظاهرها مغرٍ، وباطنها غير صحيح ولا ينشد المصلحة للناس»، وأكد الملك المفدى في كلمته ضرورة أن يكون الاعتدال سلوك، فيقول «ونحن بحاجة أيضا إلى تطبيق الاعتدال الحقيقي منهجا وسلوكا وثقافة والتزاما في رؤيتنا للأشياء والحكم عليها وعدم تغليب الانفعال والاستعجال». وأكد الدكتور آل مناخرة، أن الأمير خالد الفيصل له الأثر الكبير في نجاح أعمال المركز من خلال دعمه المستمر لبرامجه حتى سعى لتحقيق رسالته المنشودة. التفاعل مع الثقافات تبنى مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل فكرة إنشاء مشروع يعيد الاعتدال للواقع المحلي، حينما ألقى محاضرة علمية في جامعة الملك العزيز في 20/ 3 /1430 بعنوان «تأصيل منهج الاعتدال السعودي»، لتنطلق الفكرة وتتطور أهدافها وتتوسع برامجها حتى تحولت العام الماضي من كرسي علمي إلى «مركز الأمير خالد الفيصل للاعتدال»، ليواصل المركز جهوده الحثيثة في نشر ثقافة الاعتدال لمواجهة تيارات التطرف بمختلف أشكاله وذلك منذ أن أنشئ قبل ثمانية أعوام كمشروع علمي باسم «كرسي الأمير خالد الفيصل لتأصيل منهج الاعتدال السعودي». يأتي المركز في إطار النهج القويم الذي تتبعه المملكة العربية السعودية في تعاملاتها المبنية على أساس المنهج الشرعي المنادي للاعتدال والوسطية، حيث تبنت المملكة سياسة الحوار والتفاعل مع الثقافات المختلفة، ودعت في محافل عدة العالم إلى التعايش الحضاري الواعي، ونبذ كل أسباب الفرقة والتعصب ومظاهر الظلم والاستبداد، والسعي إلى الانفتاح حول تقبل الآخر وبناء العلاقات الإنسانية، ومد جسور التواصل والاحترام المتبادل. وتبرز محطات عمل مركز الأمير خالد الفيصل للاعتدال في العالم الافتراضي ووسائل التواصل الاجتماعي، والمطبوعات والإصدارات، والمسابقات والملتقيات، وإمداد مناهج التعليم العام والجامعي، و تبنّي المبادرات الشبابية، ورش العمل وحلقات النقاش الحوارية، والدراسات الميدانية التطبيقية، والدورات والبرامج. تحديد مفهوم الاعتدال خصص المركز جائزة تهدف في مضمونها لإبراز الصورة الحقيقية للمملكة العربية السعودية في مجال الاعتدال من خلال مجالات الجائزة، ودعم وإبراز الجهود الرائدة والمبدعة التي يقوم بها الأفراد والجماعات أو الهيئات والمؤسسات التي تهدف إلى تعزيز مفهوم الاعتدال وتطبيقه، وتشجيع روح المبادرة المتميزة والقدوة في مجال الاعتدال بأشكاله كافة. ونظم المركز ورشة عمل عن المبادرات الفكرية والبحثية في مجال الاعتدال شارك فيها نخبة من المثقفين والأكاديميين والإعلاميين، وتم خلالها تحديد مفهوم الاعتدال، وأولويات مجالاته، واقتراح عدد من المشروعات والمبادرات النوعية التي تعزز تعريفه، كما شارك في عدد من المؤتمرات والندوات واللقاءات العلمية داخل المملكة وخارجها كما في «المؤتمر الدولي السادس حول الصراعات والإرهاب والمجتمع» الذي عقد في جامعة «كادر هاس» في تركيا.