روان الحربي نحن جيل تفاقمت علينا طقوس الزيف من كل جانب، نحن جيل يُصْنع منه السهم ليصيب نفسه، نحن جيل تُصنع منه رغبة، تُصنع منه أمنية، يُصنع منه هدف، نحن جيل نُنَشأ على حب الله ورسوله، نحن جيل ذو عقيدة راسخة، ونحن بتلك المميزات نكون رغبة لأشخاص متسلطين لطفاء المظهر ذوي وجهين، كذوب مُغِل وحشيته قد فاقت وحشية هتلر، يرغب بعقولنا كرغبة طفل يريد أكل الحلوى بمنتصف الليل، كرغبة أعمى بالرؤية، كرغبة جدار بالاتكاء، كرغبة فقير بدفء في برد الشتاء، يريدون من ذلك الفتى الرغبة، ومن تلك الفتاة الأمنية، ومن ذلك البلد الطاهر الهدف، يريدون منا صنع السّم بأيدينا لنطعم أمهاتنا وأطفالنا، لم يستطيعوا إدخال الكأس إلى هذه البقعة الطاهرة فسطروا تلك النوايا أولئك الأشخاص يدعون الإسلام ويرفعون راية الجهاد ويستحثون الرجولة. وأين ذلك الجهاد؟! عندما تطرق أبواب المساكين ناسياً قوله عز وجل: ﴿ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما﴾، تجتاحهم تلك الرصاصة السوداء فتجعل منهم مبعوثين في الآخرة بتلك الدماء الطاهرة. أيها المجاهد باسم الدين أين تلك الرجولة عندما تَنْتَهِك أعراضهم؟! وتبحث عن حور العين؟! أين تلك الرجولة عندما يقتل الأبناء الآباء؟! أين تلك الرجولة عندما يتخلل لمسامعك صراخ تلك القاصر؟! أين تلك الشهادة التي تريدها عندما تجعل من نفسك قنبلة مسحوبة المسمار في مسجد تصدح أركانه باسم الله وهدي النبي صلى الله عليه وسلم؟! ألم تلاحظ قبل ضغطك على تلك البائسة بأنك تصرخ بالله أكبر وصوت المكبر يردد صوت المصلين بنفس عبارتك بكل لطافة؟! الفرق الذي بينك وبينهم هو الفرق بين غني بخيل وفقير كريم، وأين تلك الشهادة عندما تجعل من نفسك أنواعا متفرقة من المقذوفات لقصف كنسية يوجد بها أطفال أبرياء ولدوا على الفطرة ولم تُحدد هويتهم بعد؟!. ألم يقل لك ذلك المزيف الجبان أن للدم حرمة، وقتل النفس محرم وأن الله عز وجل الذي أمر بالجهاد هو ذاته الذي أنزل هذه الآية ﴿ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا). ألم يقل لك ذلك الجبان المزيف بأن الله قال: ﴿لكم دينكم ولي دين﴾ وقال عز وجل: ﴿لا إكراه في الدين﴾. عزيزي ومن معه هل تحاول الاقتناع بأن راية الجهاد تحلق عندما تُغتصب النساء وتسفك الدماء وتهدر الأموال ويُزوج الأطفال وينعدم الأمن والأمان وتتسلط الوحشية والعنفوان وتباع الأنفس؟!. لم يستطيعوا تحريف تلك الآيات ولكنهم استطاعوا تحريف أفكار فتية هذه الأمة، ومن أجبر عقولهم هو ذاته الذي ينشر ذلك الصراخ الأدبي على منصة المحافل وأسوار القصور، وهو الإنسان المسرحي الأخرس في زمن الكلام، لطفاً منك أزل وشاح الرجل النزيه التقي فالمسرح أمامك، سأرفع لك القبعة لقد أذهلتني جداً وسأمنحك الأوسكار لا تقلق، كالعنكبوت أنت وإن أوهن البيوت لبيتك، يقال بأن الأرض دائرية، الكورة الضعيفة التي ستلعب بها بحدة ستعود لك بنفس الحدة غداً، وربما يُكسِبها قانون الدوران قوة أكبر. إن المجاهد الشريف حقاً هو ذلك الشخص التي اتسخت يداه بالأتربة، الذي ارتطمت أنامله بالأسلحة، الذي لا يريد قلبه سوى شهادة أن لا إله الَّا الله، الصامد بتلك المعركة الذي يضحي بنفسه وماله وحياته من أجل أن يعيش الأطفال الصغار بسلام وأمان. الذي يترك أطفاله ليدع ذلك الطفل يذهب للمسجد متمسكا بيد والده، الذي لا تتحرك عيناه أبداً لتنام تلك العاجزة ببيتها مطمئنة البال، الذي يترك زوجته ليحمي زوجة أخيه، الذي يترك أمه ليحمي أم صديقه، الذي يترك مولوده ليدع ذلك الأب يلامس أنامل مولوده الجديد. فبجانب اسمهُ يكتب شهيد وبجانب اسمك يكتب قتيل، فهو يكون فخر لأمه ولأمته وأنت خائن لأمك ولأمتك، هو رجل في هذه المعركة وأنت منتهكُ أعراض بتلك المحرقة، هو إلى النور وأنت إلى الهلاك.