بدأت العلاقات الأميركية الصينية تأخذ منحنى جديدا مؤخرا، حيث أعلن مسؤولون أميركيون أول من أمس أن مدمرة تابعة للبحرية الأميركية نفذت عملية لضمان حرية الملاحة في نطاق 12 ميلا بحريا من جزيرة صناعية كانت قد بنتها الصين في بحرها الجنوبي، وهي خطوة رآها مراقبون بأنها أول تحد من نوعه لبكين في الممر المائي الاستراتيجي منذ تولي الرئيس دونالد ترمب السلطة مطلع العام الحالي. وأوضح المسؤولون أن المدمرة التي تدعى «ديوي» كانت تبحر قرب شعاب ميستشيف المرجانية في جزر سبراتلي وسط مجموعة من الجزر الصغيرة والشعاب المرجانية التي تتنازع الصين السيادة عليها مع جيرانها، وهي خطوة أميركية تنذر باندلاع توتر جديد بين واشنطنوبكين، في وقت تحتاج الأولى إلى دعم الأخيرة لكبح جماح البرامج النووية والصاروخية لحليفتها كوريا الشمالية. وتعد هذه العملية هي الأولى من نوعها قرب منطقة شملها حكم محكمة التحكيم الدولية العام الماضي، والذي أبطل مزاعم الصين بالسيادة على مساحات كبيرة من بحر الصين الجنوبي. عسكرة المواقع فيما انتقدت الولاياتالمتحدة خطوة الصين لبناء جزر صناعية ومنشآت عسكرية في البحر كونها تحد من حرية الحركة، كشفت مصادر إعلامية صينية مؤخرا، أن بكين نصبت راجمات صواريخ في بحر الصين الجنوبي لصد الهجمات العسكرية واقتحامات الغواصين العسكريين الفيتناميين، في وقت أكدت بكين أن البناء العسكري على الجزر في بحرها الجنوبي، سيكون مقتصرا على المتطلبات الدفاعية اللازمة، وأن بإمكانها أن تفعل كما تشاء في أراضيها. وأثارت هذه الخطوة انتقادات واشنطن، حيث اتهمت الأخيرة بكين بعسكرة المواقع البحرية، وشددت على ضرورة حرية الملاحة من خلال القيام بدوريات جوية وبحرية منتظمة. وتطالب كل من الفلبين وفيتنام وتايوان ببعض الجزر التي تسيطر عليها الصين حاليا في البحر الصيني الجنوبي، فيما عززت الأخيرة من وجودها العسكري في المنطقة مؤخرا، وذلك عبر إرسال طائرات دون طيار إلى قاعدة جوية في ذات المنطقة، وهو الأمر الذي يشير إلى إمكانية حدوث تصادم بين كل هذه القوى على المنطقة. علاقة ضبابية شهدت العلاقات الصينية الأميركية قبل وبعد صعود الرئيس دونالد ترمب إلى السلطة مطلع العام الحالي عدة منحنيات متغيرة، حيث كان ترمب قد أكد إمكانية أن تحل واشنطن المشكلة مع كوريا الشمالية بمساعدة الصين أو بدونها، في وقت تطالب العديد من القوى الإقليمية والدولية بكين بالضغط على بيونج يانج نظرا للعلاقة بينهما في وقف التجارب الصاروخية والنووية. كما أسهمت تصريحات ترمب المفزعة للصين بعدم احترام مبدأ «سياسة الصين الواحدة» مخاوف من تدهور العلاقات الثنائية، قبل تراجعه عنها ووصول الرئيس الصيني إلى واشنطن في زيارة رسمية.