في أول تحدٍ من نوعه لبكين في ممر بحر الصين الجنوبي الاستراتيجي منذ تنصيب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أعلنت البحرية الأميركية أن مدمرة «ديوي» التابعة لها نفذت عملية لضمان حرية الملاحة في نطاق 12 ميلاً بحرياً من جزيرة ميستشيف الاصطناعية ضمن جزر سبراتلي التي تتنازع بكين السيادة عليها مع جيرانها بروناي وماليزيا والفيليبين وفيتنام وتايوان. ويعرّف ميثاق الأممالمتحدة المياه الإقليمية بأنها تمتد مسافة 12 ميلاً بحرياً كحد أقصى من ساحل الدولة. وأعلنت الصين أن سفينتين حربيتين تحملان صواريخ موجهة حذرتا المدمرة الأميركية، وطالبتها بالمغادرة. ثم قدمت احتجاجاً شديد اللهجة للولايات المتحدة، مؤكدة معارضتها الشديدة لما يطلق عليه «عمليات ضمان حرية الملاحة»، والتي كان آخرها في تشرين الأول (نوفمبر) الماضي. ويتبنى الجيش الأميركي موقفاً ثابتاً منذ فترة طويلة بأن هذه العمليات يجري تنفيذها في أنحاء العالم، وبينها في مناطق يزعم حلفاء بالسيادة عليها، مع تأكيده أن هذه العمليات لا علاقة لها بالاعتبارات السياسية. واعتبرت هذه العملية الأولى قرب منطقة شملها حكم أصدرته محكمة لاهاي الدولية ضد الصين العام الماضي، وقضى بإبطال مزاعم سيادة الصين على مساحات كبيرة من بحر الصين الجنوبي. وكان حلفاء الولاياتالمتحدة وشركاؤها في المنطقة شعروا بقلق من إحجام إدارة ترامب خلال الأشهر الأولى من توليها السلطة عن تنفيذ عمليات في بحر الصين الجنوبي الذي تمر منه تجارة تقدر قيمتها بنحو خمسة تريليونات دولار سنوياً، خصوصاً أن ترامب يحاول الحصول على تعاون الصين لكبح البرامج النووية والصاروخية لحليفتها كوريا الشمالية. وصرح رين قو تشيانغ، الناطق باسم وزارة الدفاع الصينية: «أضرّت السلوكيات المزعجة للجانب الأميركي التي لا تخدم السلام والاستقرار بفرص تحسين الوضع في بحر الصين الجنوبي». أما لو كانغ، الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية فقال إن هذه الدوريات «قد تتسبب في حوادث بحرية وجوية غير متوقعة».