الإنسانية والابتسامة والاستماع لمشاكل الآخرين خاصة إن كان المرء في موضع مسؤولية متطلب من متطلبات الحياة لا يمكن الاستغناء عنه، فالنجاح، فضلا عن أنه شعور جميل بإثبات الذات والغبطة والسرور، هو في الوقت نفسه اختصار للجهد، وبدونه لا تستطيع الحياة السير، إضافة لهذا فقد أصبحنا نبحث عمن نجد فيه المقدرة لإيجاد الحلول لمشاكلنا فهو لا شك مطلب إجباري للمواطن الذي يبحث دائماً عن المرء المناسب في مكانه المناسب. الجميع دائماً ما يبحث عن الشخصية التي تسمع للآخرين وتساعدهم فتلك الشخصية باتت عملة نادرة في زمننا هذا، وعلى أرض الواقع قلما نجد تلك الشخصية التي تعي جيداً الاحتياجات وتقدر ظروف الغير، فربما يتساوى الناس في العلم والمعرفة والقوة، ولكن لا يتساوون في الأسلوب، فالكاريزما لها أناسها التي تميزهم وتميز أسلوبهم. غالية المطيري أحد منسوبي وزارة الشؤون الاجتماعية (الضمان الاجتماعي)، من الشخصيات صاحبة الكاريزما، تعمل دائماً في سكون، تحاول بقدر المستطاع تذليل الصعاب لكل من يلجأ إليها حاملاً في جعبته مشكلة ما، ففي لقاء مع إحدى السيدات وبسؤالها عن غالية المطيري، قالت: ذهبت إليها وهموم الدنيا أحملها على رأسي لدرجة جعلتني أشعر بأن الحياة توقفت عند تلك المشاكل، ولكن بابتسامة أمل قابلتني بها غالية المطيري جعلتني أشعر بأن الدنيا تفتح ذراعيها من جديد وتبدلت الدموع والعبس الذي كان على وجهي إلى سعادة غمرتني، وجلست معها «الأستاذة غالية المطيري»، وأخذت من وقتها الكثير واستمعت إلى كل معاناتي، وأخذت تبسط لي الأمور وتزيل الصعوبات وتجد الحلول ببساطة ويسر. وتوالت المقابلات واللقاءات فالجميع أشاد بدورها ومجهودها، إنها الأستاذة «غالية المطيري» النموذج الذي يحتذى به، نموذج نحترمه ونقدره، نحتاج إليه في زمننا، فما أحوجنا إلى أحد يقضي الحوائج ويستمع ويخفف الألم الذي يلحق بالجميع. وبالأخير لا يسعني إلا أن أذكر نفسي وإياكم بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم، حين قال: «إن لله تعالى عباداً اختصهم بحوائج الناس، يفزع الناس إليهم في حوائجهم»، صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.