بعيدا عن البداية المخيبة وخسارتها العريضة أمام إنجلترا في افتتاحية المجموعة الأولى، ثم أمام كوريا الجنوبية في الجولة الثانية، تبقى الأرجنتين الرقم الأصعب في كأس العالم للشباب بنجاحها في تحقيق 6 ألقاب، كانت قارة آسيا وتحديدا اليابان أرضا لأولها عام 1979 عندما شاهد العالم الأسطورة دييجو مارادونا لأول مرة، والآن وبعد 38 عاما لاتزال مغامرة طوكيو تحتفظ بتفاصيلها في ذاكرة اللاعب الذي أذهل بعدها ملاعب العالم لسنوات طويلة. نقطة التحول مع اهتزاز ثقة اللاعبين بأنفسهم قبل يوم من خوض مباراتهم الأولى في البطولة، أتت الاستعانة المتأخرة بالمدرب سيزار مينوتي ولحاقه بالبعثة في اليابان بمثابة نقطة التحول، ويستعيد مارادونا تلك اللحظات قائلا «عندما خضنا مراننا الأول هناك لم تكن الأمور فنيا تسير على ما يرام.. مينوتي لم يغادر معنا والاستعانة بمدرب مخضرم مثله كان قرارا صائبا، لأننا ببساطة لم نكن نملك فريقا قويا»، مضيفا «تغير كل شيء بعد وصوله.. قال لكل لاعب: أنت ستمثل عائلتك وبلادك وكل من يحبك، قدم كل ما عندك غدا»، معتبرا تلك الكلمات بأنها غيرت كل شيء بداخلهم كلاعبين، وقال «بعد حديثه معنا رغبنا في الدخول إلى ملعب المباراة في نفس ذلك اليوم». قبضة الصقر رسخ الانتصار على يوغسلافيا والتأهل بصدارة المجموعة ثقة لاعبي الأرجنتين في قدراتهم على المضي أكثر، ما وصفه مارادونا بأنه الخطوة الأهم «ثقة اللاعبين في أنفسهم كانت تزداد مع كل مرحلة نتخطاها، ففي النهاية كنا في مقتبل العمر، والأمر يختلف عن كأس العالم للكبار.. الأولاد كانوا خائفين لأن أعمارهم لم تتجاوز 19 عاما فقط، لكن قبضة الصقر (مينوتي) كانت تدفعنا إلى الأمام بمؤازرته لنا حول الملعب مما ساعد في تعزيز الثقة بأنفسنا». القميص رقم 10 أثبتت الأرجنتين منذ مباراتها الأولى أنها منافس غير قابل للإيقاف وبأداء «اللمسة الواحدة» تجاوزوا خصومهم واحدا تلو الآخر، وسارت الأمور بالنسبة لمارادونا ورفاقه بصورة مثالية «كانت هناك منتخبات قوية مثل روسيا وأوروجواي ويوغوسلافيا، والأخيرة عندما واجهناها في دور المجموعات لعبت أفضل منا في الشوط الأول، ولكن ماذا حدث بعد ذلك؟»، توقف قليلا قبل أن يكمل حديثه ضاحكا «كانت الأرجنتين تملك في صفوفها صاحب القميص رقم 10 الذي كان يخترق دفاعات الخصم من هنا وهناك، وفي نهاية الأمر فزنا بهدف». لحظات مدهشة تصاعد الثقة هذا أظهرته أحداث النهائي حينما كانت الأرجنتين متأخرة بهدف أمام الاتحاد السوفيتي، يقول مارادونا «في ذلك اليوم أدركت تماما أن أفضل طريقة للدفاع هي الحفاظ على الكرة بين أقدامك، كنا ننتزع منهم الكرة باستمرار، ولم يكونوا قادرين على تجاوز منتصف الملعب.. نعم تأخرنا ولكننا تقدمنا 1/2، وبدأنا في وضعهم تحت الضغط، ثم نجحت في إضافة الثالث بركلة حرة.. كانت لحظات مدهشة لأننا لم يسبق لنا أن احتفلنا بشيء كهذا في بلد آخر، وعندما رفعنا الكأس كان الملعب بأكمله يردد أرجنتين أرجنتين!». 6 مباريات و6 أهداف توجت نجومية دييجو مارادونا بالكرة الذهبية كأفضل لاعبي مونديال 1979 قائمة الأرجنتين الأساسية تضمنت جابرييل كالديرون المدرب السابق للمنتخب السعودي وناديي الاتحاد والهلال 8 أهداف منحت رامون دياز مدرب الهلال الحالي الحذاء الذهبي بجانب الكرة البرونزية كثالث أفضل لاعب سيزار مينوتي يعد الوحيد الذي استطاع الجمع كمدرب بين لقبي كأس العالم للكبار (1978) والشباب (1979)