عُقدت في مقر الأمانة العامة بجدة أمس فعاليات الندوة المشتركة بين منظمة التعاون الإسلامي وفرنسا، بشأن «الحفاظ على التراث الثقافي وحمايته في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي»، ويأتي تنظيم الندوة في ظل ما تشهده بعض المناطق في العالم الإسلامي من نزاعات وحروب، تؤثر سلبا على التراث الثقافي الإسلامي، وتؤدي إلى تدمير كثير من المناطق الأثرية والتاريخية. تعزيز الشراكة تمثل الندوة التي تختتم اليوم خطوة نحو تعزيز العمل الثقافي للمنظمة، وإسهاما للتحضير للمؤتمر الدولي الذي سينظم في نوفمبر المقبل، بالتعاون بين المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة «إيسيسكو» ومركز البحوث للتاريخ والثقافة والفنون الإسلامية «إرسيكا». وأكدت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي أنها تعمل على تعزيز الشراكة مع جميع الدول الأعضاء ومؤسسات المنظمة ذات الصلة، وفرنسا، والمنظمات الدولية ذات الصلة، مثل «يونيسكو»، لبلورة خطط عملية من شأنها إنقاذ التراث الثقافي الإسلامي، بما في ذلك الآثار المادية والتراث اللا مادي. كما أشارت إلى أن صون التراث الثقافي وحمايته وإثرائه، سيسهم في التصدي لظاهرة تشويه صورة الإسلام، وردع الهجمات الشرسة التي يعمل عليها منظرو كراهية الإسلام، مطالبة في الوقت ذاته بضرورة استغلال ذلك في نشر القيم الإسلامية السمحة الضاربة في التاريخ، بواسطة الشواهد العلمية والثقافية التي يزخر بها التراث الثقافي في العالم الإسلامي. جهود المملكة شهدت الندوة استعراضا لتجارب «إيسيسكو» ومركز «إرسيكا» واللجنة الدائمة للإعلام والشؤون الثقافية «الكومياك» و«يونيسكو»، وكذلك الخبراء المدعوين بشأن حماية التراث الثقافي في العالم الإسلامي، وتبادل أفضل الممارسات في هذا الشأن، مع التركيز على القدس وبعض الدول التي لها تجارب في هذا المجال. كما شهدت الندوة تنظيم مائدة مستديرة شارك فيها خبراء من الجانب الفرنسي و«يونيسكو» ومن مركز إرسيكا و«إيسيسكو» ولجنة الكومياك، إضافة إلى ممثلين من الدول الأعضاء لبحث تجارب ومقترحات الدول الأعضاء حول حماية التراث الثقافي، وكذلك تجربة منظمة التعاون الإسلامي و«يونيسكو»، ودور المجتمع المدني والقطاع الخاص واستخدامات التكنولوجيا في الحفاظ على التراث الثقافي المهدد بالخطر. وسيتم خلال الندوة تخصيص جلسة لاستعراض جهود المملكة للحفاظ على التراث، شارك فيها ممثلون وخبراء من مؤسسة التراث الخيرية في المملكة، إضافة إلى استعراض تجارب انخراط المجتمع في المملكة في الحفاظ على التراث.