رحبت مكتبة الإسكندرية بإهداء الأديب الجزائري واسيني الأعرج أعماله الكاملة للمكتبة باعتبارها خطوة مهمة في مجال كسر فتور العلاقات بين البلدين منذ أزمة مباراة كرة القدم بين منتخبي البلدين التي أقيمت في أم درمان بالسودان قبل عام. وقال الأعرج - الذي أهدى أعماله كرد على المبادرة التي أطلقها مجموعة من المثقفين المصريين لإهداء ألفي كتاب لزملائهم الجزائريين -: "إن مكتبة الإسكندرية تعد بحق مفخرة عربية وعالمية"، معربا عن سعادته لزيارة المكتبة والاطلاع على المشروعات التي تقوم بها في كافة المجالات العلمية والثقافية، والتي تفتح آفاقا رحبة للعالم العربي، وتربطه بما يحدث من تطورات تكنولوجية وعلمية وفكرية في العالم. من جانبه أشار مدير إدارة الإعلام بمكتبة الإسكندرية الدكتور خالد عزب إلى أن هذا الإهداء يمثل إضافة كبيرة للمكتبة نظرا للمكانة الدولية الكبيرة لواسيني الأعرج، كما أنه يدعم التواصل بين المشرق والمغرب العربي ويفتح نوافذ جديدة بين الثقافتين المصرية والجزائرية كرافدين للثقافة العربية. وتتضمن مجموعة الأعمال المهداة للمكتبة كتاب "على خطى سرفانتس في الجزائر"، ورواية "البيت الأندلسي" التي تمثل استعارة لما يحدث في الوطن العربي من معضلات كبرى تتعلق بصعوبة استيعاب الحداثة في ظل أفق مفتوح على المزيد من الانكسارات. كما تشمل المجموعة رواية "كتاب الأمير" التي حصل من خلالها الأعرج على جائزة المكتبيين الكبرى عام 2006؛ وهي تلك التي تمنح عادة لأكثر الكتب رواجا واهتماما نقديا في السنة. يذكر أن واسيني الأعرج من مواليد عام 1954 في تلمسانبالجزائر، وهو روائي يشغل اليوم منصب أستاذ كرسي بجامعتي الجزائر المركزية والسوربون بباريس، ويعتبر أحد أهم الأصوات الروائيّة في الوطن العربي. تنتمي أعمال واسيني، الذي يكتب باللغتين العربية والفرنسية، إلى المدرسة الجديدة التي لا تستقر على شكل واحد وثابت، بل تبحث دائما عن سبلها التعبيرية الجديدة والحية بالعمل الجاد على اللغة. وفي عام 1997، اختيرت روايته حارسة الظلال (دون كيشوت في الجزائر) ضمن أفضل خمس روايات صدرت بفرنسا، ونشرت في أكثر من خمس طبعات متتالية بما فيها طبعة الجيب الشعبية، قبل أن تنشر في طبعة خاصة ضمت الأعمال الخمسة. وحصل الأعرج في سنة 2001 على جائزة الرواية الجزائرية على مجمل أعماله، كما حصل على جائزة الشيخ زايد للآداب في سنة 2007. تُرجمت أعماله إلى العديد من اللغات الأجنبية؛ من بينها: الفرنسية، والألمانية، والإيطالية، والسويدية، والدنمركية، والإنجليزية، والإسبانية.