على وقع الأجواء الانتخابية التي تشهدها فرنسا حاليا، واتحاد أحزاب اليمين واليسار في مواجهة الشعبوية المتطرفة، أصيب شرطيان أمس بجروح متفاوتة عقب أن فتح أحد المشتبه بهم النار على رجال الأمن عند توقيفه في جزيرة لاريونيون الواقعة في المحيط الهندي، فيما أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية عثورها على أسلحة ومواد متفجرة بدائية داخل مقر إقامة المهاجم. وأوضحت مديرية الأمن في الجزيرة، أن الرجل المشتبه به رفض تسليم نفسه، وأطلق النار من بندقية على قوات الأمن، قبل أن تسيطر الشرطة عليه، مما أسفر عن جرح شرطيين، مشيرة إلى أن المهاجم ترتبط به شبهات التطرف وعلاقته بالجماعات الإرهابية عبر شبكة الإنترنت. يأتي ذلك، في وقت أعلنت السلطات الفرنسية عام 2015، أنها فككت شبكة متطرفة كانت الأولى من نوعها في الأراضي الفرنسية ما وراء البحار، فيما تقول السلطات إن جزيرة لاريونيون يشتبه في أنها تحتضن نحو 100 متطرف، في وقت لم يمض على الهجمة الإرهابية الأخيرة قبل انطلاق جولة الانتخابات الأولى سوى أسبوع واحد فقط. وتعد الجزيرة واحدة من أقاليم ما وراء البحر الفرنسية من إجمالي 27 منطقة فرنسية، وتقع في المحيط الهندي شرق مدغشقر، وتعتبر منطقة خارجية عن الاتحاد الأوروبي. شبهات الاختراق أكدت الحملة الانتخابية لمرشح الرئاسة الفرنسية إيمانويل ماكرون أمس، أن شبكتها الإلكترونية كانت هدفا لخمس عمليات اختراق متطورة على الأقل منذ يناير الماضي، إلا أنها لم تنجح في سرقة أو اختراق بيانات الحملة، حسب وصفها. واستندت حملة ماكرون إلى نتائج دراسة أجرتها أحدى الشركات الأمنية، التي قالت إنها توصلت إلى أدلة تشير إلى وجود عمليات تجسس تستهدف بيانات الحملة، في وقت يربط خبراء التقنية بين هذه الشركة ووكالة التجسس العسكرية الروسية «جي آر يو». وواجهت روسيا مؤخرا، تهما تتعلق بتدخلها في الانتخابات الرئاسية الفرنسية، على نفس نهج الانتخابات الأميركية، فيما تنفي موسكو ضلوعها في أي عمليات تجسس أو تدخل، وتؤكد أنها تساند كل المرشحين الرئاسيين على حد سواء. مواجهة حادة يواجه المرشح الوسطي المستقل ماكرون، زعيمة اليمين المتطرف الفرنسية مارين لوبن، في الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة المقررة في السابع من مايو المقبل، في وقت رأى مراقبون أن المنافسة ستحتدم بين الطرفين، إلا أن فرص ماكرون أقرب إلى الفوز نظرا للدعم الكبير الذي يتلقاه من قادة الاتحاد الأوروبي، والتقاليد الفرنسية المتبعة بعدم تفضيل صعود اليمين المتطرف في جولة الإعادة. من جانبهم، أكد خبراء في تقنية المعلومات، أن عددا من القراصنة الروس يستهدفون حملة ماكرون، ويحاولون الاحتيال على موظفي الحملة لكشف بياناتهم الشخصية، مشيرين إلى أن القراصنة يعتمدون في الأساس على الهجمات ضد البريد الإلكتروني، إلى جانب برامج قرصنة وفيروسات تتسبب في تعطيل عمل الحواسيب والأجهزة الإلكترونية. ويرى مراقبون أن حملات القرصنة الروسية في فرنسا تشبه إلى حد كبير الحملات التي استهدفت الانتخابات الأميركية الأخيرة، وساعدت في تضاؤل فرص المرشحة هيلاري كلينتون مقابل منافسها دونالد ترمب، لافتين إلى أن الهجمات قد تتعدى هيئات سياسية أوروبية أخرى، على غرار الحزب الديموقراطي المسيحي الحاكم في ألمانيا، والحكومة التركية وبرلمان جمهورية الجبل الأسود، واللجنة الدولية لمكافحة المنشطات وبعض القنوات الإعلامية الأخرى.