أثار موضوع «شيخوخة النقد وزهايمر النقاد» الذي أقيم في نادي القراءة للطالبات في جامعة الملك سعود حفيظة بعض متابعي حساب النادي في «تويتر»، حيث تساءل بعضهم: هل فعلا يوجد نقاد مصابون بالزهايمر؟ وما هو المغزى من هذا العنوان وفائدته للطالبات؟. التلميع والشخصنة أوضحت ل«الوطن» عضوة نادي القراءة في لجنة اللقاءات الأسبوعية ومديرة لقاء النقد الأدبي الطالبة رغد الفوزان، في إجابتها عن التساؤلات بقولها «شيخوخة النقد وزهايمر النقاد» هو عنوان اللقاء الأسبوعي للنادي، والحضور مفتوح لجميع منسوبي الجامعة لساعة واحدة، وتمت إقامته الخميس الماضي في مقر النادي في المدينة الجامعية للطالبات، وكان اللقاء من إدارتي وفكرة عامة لشهد الفوزان زميلتي في اللجنة. وتم اقتباس العنوان من رأي للدكتور عبدالله الغذامي في كتابه النقد الثقافي قراءة في الأنساق الثقافية العربية، أعلن فيه عن موت النقد الأدبي وقيام النقد الثقافي، «فشيخوخة» مرحلة ما قبل الموت رجعنا بها إلى النقد، و«زهايمر» نسبت إلى النقاد بسبب أن النقد في المرحلة المعاصرة أصبح ما بين التلميع والشخصنة ما بين الإفراط والتفريط -متضادين- فكأنه يتذكر التلميع أو الإفراط تارة والشخصنة والتفريط تارةً أخرى، هذا لدى الغالبية من النقاد رغم قلة النقاد المتخصصين حقيقة. النقد البسيط قالت الفوزان نهدف من خلال اللقاء إلى توجيه الضوء إلى الملكة النقدية الأدبية وتوجيهها وكيفية تطويرها لدى القراء، خاصة أن معظم الحضور من طالبات الجامعة، في محاولة لإثراء الجيل القادم، إضافة إلى إضفاء جانب عملي -كتفريغ عن الطاقة السلبية - من خلال ممارسة النقد الأدبي البسيط كبداية يمارسها المتلقي دون المتخصص، وهذا ما عرجنا عليه في غالبية وقت اللقاء في حوار مفتوح تبادلت فيه الحاضرات وجهات النظر، فالنقد ذوق والأذواق تختلف، والمهم أنها لم تتجاوز إطار النقد. في الجانب النظري عرجنا على الفرق بين النقد الهادم والنقد البناء، وإلى الموازنة في النقد، فلا يُلمع أديب حتى يُظن أنه فوق النقد، ولا يُنزل إلى الدرك الأسفل حتى يُظن أنه لم يأت بميزة واحدة على الأقل. مضيفة، بدأنا في الجانب العملي في نقد «الكُتاب الجدد» والذي اتفق الجميع على أن الأعمال الجديدة ليست في المستوى لا من خلال تسطيح الأفكار ولا حتى تكرارها و مخالفتها لواقع المجتمع السعودي وفرض انتمائها عليه، ولا حتى من حيث الأسلوب الكتابي لبعضهم، فالمبالغة في جمالية الكلمات دون الفكرة تفقدها رونقها من جانب، ومن جانب آخر عدم الاهتمام بالأسلوب الفصيح والمطلوب ليُسمى ما يكتب «أدب». نقد الجيل السابق عرج اللقاء على نقد مؤلفات «الجيل الأسبق»، حيث تباينت وجهات النظر بين أن توجهات الكاتب تؤثر في قبول مؤلفاته في المجتمع، فكثر يرون أن تصريحات الكاتب السياسية وتوجهاته الاجتماعية تمنعهم من شراء كتبه وتجعلهم غير قادرين على تقبله أو العكس، أما من الجهة المقابلة فيختلفون معهم بلزوم الفصل بين الأدب وآراء الكاتب الخاصة وحتى لو دوّن آراءه في كتاب، فقد لا يدونها في كتاب آخر، وأنها حرية شخصية للتعبير لا تؤثر في أدبه سواء بالموافقة أو الرفض لها. ودعا البعض إلى نقد الأجزاء المتتالية من الروايات دون تخطيط مستغلاً الكاتب نجاح جزئها الأول، واختلف آخرون بأنه حق للكاتب على كل حال. واتفق الجميع على عدم جدوى تسطيح الأفكار وتبسيط الأسلوب بحجة النزول إلى بعض فئات المجتمع، فمن واجب الكتاب رفع الذوق الأدبي وليس إنزاله، ولهذا نرى رواج لمؤلفات حديثة لا ترقى إلى الأدب بسبب قلة الوعي والذوق الأدبي لدى القارئ. تباين وجهات النظر نقد اللقاء عدة أدباء ومؤلفاتهم مشهورة لهم، حيث تباينت وجهات النظر بين الحاضرات، ومن هذه المؤلفات «العصفورية» للراحل غازي القصيبي، فالبعض اعتبرها «استعراضا ثقافيا»، ولا تمت إلى الرواية بصلة، والبعض الآخر اعتبرها حقا مشروعا لتجربة كل جديد، وأن القراء هم من صنفوها كرواية وليس غازي، وانتقد اللقاء مؤلفات «د.علي الوردي» -الفكرية- من جهة كونها ذات أسلوب تفصيلي حد المبالغة، رغم أنها ليست كتبا علمية يُتقبل منها هذا التفصيل، إضافة إلى تكرار وطول المقدمة التي تعتبر تلخيصا لما في الكتاب، واعتبرت ميزة من جانب آخر.