أحدث التقرير الذي بثته محطة "سي. بي. سي" الكندية ونشرته صحيفة "واشنطن بوست" المزيد من الارتباك والغموض على الساحة اللبنانية، وأثار الكثير من الأسئلة حول قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، كونه، بالإضافة إلى تجديد تأكيده وقوف حزب الله وراء الجريمة، يعيد إدخال عناصر جديدة تشير هذه المرة إلى تورط رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي مسؤول أمن الرئيس الحريري سابقا، العقيد وسام الحسن في اغتيال رئيس الحكومة الأسبق. وقد تضمن تقرير المحطة الكندية معلومات ووثائق قالت إنّها حصلت عليها من مصادر في الأممالمتحدة على علاقة بالتحقيقات الخاصة بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري. وأشارت إلى أنّ "ضابطاً في الجيش اللبناني أبلغ المحقّقين الدوليين بأنّ هناك أدلة قوية على تورّط "حزب الله" في قضية اغتيال الحريري". وبحسب التقرير فإنّه استند لنتائج توصلت إليها لجنة التحقيق عن تحليل معلومات وبيانات شبكة الاتصالات اللبنانيّة، والتي تشير إلى أنّ مسؤولي "حزب الله" اتصلوا بمالكي هواتف محمولة استخدمت في تفجير موكب الحريري لدى مروره في وسط بيروت. ولفت التقرير إلى تجاهل المحققين الدوليين لمعلومات تشير إلى شكوك حول رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي العقيد وسام الحسن، باعتبار أنّ حجة غيابه يوم الاغتيال كانت ضعيفة وأن إجاباته حولها لم تكن دقيقة. كما أشار التقرير إلى انتقادات من قبل محققي الأممالمتحدة لتجاهل معلومات وتقارير قدّمها النقيب وسام عيد، وقد أعاد المحققون اكتشافها، إلا أنّ عيد اغتيل بعد أيام من لقائه بهم عام 2008. إلى ذلك ذكرت المحطة الكندية أنّ رئيس فريق التحقيق الدولي دانيال بلمار رفض طلباً للتعقيب على التقرير، كما أنّ العاملين بمكتبه رفضوا الرد على الهاتف. وأشارت في تقريرها إلى أنّ متحدثاً باسم الأممالمتحدة رفض التعقيب على التقرير الذي أذاعته، وقال إنّ "المنظمة الدولية أوضحت أنّ وثائق الأممالمتحدة التي استندت إليها القناة هي وثائق تتمتع بالحماية ولا يجوز لطرف آخر نشرها من دون التشاور مع المنظمة". وفي السياق نفسه قالت أوساط سياسية في الأكثرية إن التقرير الذي بثته المحطة الكندية لا يعتد به شأنه شأن تقارير إعلامية صدرت عن الكثير من وسائل الإعلام، إلا أنها أكدت أن الجهات المعنية ستدرس ما ورد فيه للرد بشكل رسمي. واحتفل لبنان أمس بمناسبة الذكرى ال67 لاستقلاله التي غابت عنها رموز في المعارضة كرئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون ورئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية بالإضافة إلى رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط. من جهة ثانية فاجأت زيارة رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني إلى بيروت الوسط السياسي كونها أتت من دون إعلان مسبق او مقدمات. وقد أجرى المسؤول القطري محاثات موسعة وسرية مع رؤساء الجمهورية ميشال سليمان والمجلس النيابي نبيه بري والحكومة سعد الحريري حول تطورات الوضع لبنان والجهود المتواصلة لترتيب حل للأزمة. وذكرت مصادر في المعارضة أن رئيس الوزراء القطري يحمل في جعبته تصورات للمساهمة في تقريب وجهات النظر بين المعارضة والأكثرية ليست بعيدة عن المسعى السعودي السوري. وتقول معلومات إن خط الاتصالات والمشاورات بشان حل الأزمة سوف ينشط بدءا من اليوم بعد فترة الأعياد الطويلة وخصوصا أن معطيات عديدة سوف تبرز في الزيارة المتوقعة التي سيقوم بها مسؤول سعودي كبير إلى دمشق خلال 48 ساعة.