ثارت شكوك في صحة بيان منسوب لما أطلق عليها «غرفة العمليات المشتركة الإيرانية الروسية»، تضمن تهديدات للولايات المتحدة، بعد الضربة الأميركية لمطار الشعيرات التابع للنظام في سورية، ردا على مجزرة خان شيخون الكيماوية، وتجاهلت روسيا البيان بشكل تام، على المستويين الرسمي والإعلامي، وعبّرت عن مواقف مناقضة تماما لما تضمنه البيان، الذي صدر نهاية الأسبوع، وزعم أن موسكووطهران والأسد وأتباعهم سيردون على أميركا، لأنها تجاوزت الخطوط الحمراء. وعد البيان أن البلدين لن يسمحا للولايات المتحدة بالهيمنة على العالم وفرض نظام القطب الواحد، عبر استمرار قصف سورية. وأكد المراقبون أن البيان الذي تقف وراءه إيران، لم يكن كما يبدو غير قنبلة صوتية، نتيجة رعب أصاب قيادة طهران، مشيرين إلى وجود عدد من الملاحظات تزيد من الشكوك حول ما جاء فيه، منها أنه لا يوجد رسميا ما يسمى «غرفة عمليات مشتركة لداعمي الأسد»، بل مركز لتبادل المعلومات الاستخبارية أقيم في بغداد نهاية 2015، ويضم روسياوإيران والعراق ونظام الأسد. وكثيرا ما نفت موسكو أنها في حلف مع إيران. كما أن الرئيس الإيراني، حسن روحاني، أجرى اتصالا بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ولم تشر الأنباء عن الاتصال بأنه تناول أي تصعيد، سوى رفض الضربة الأميركية والدعوة إلى تحقيق في ما حدث في خان شيخون. وكذلك لم يتم الإعلان عن أي اتصال بين بوتين والأسد، منذ مهاجمة مطار الشعيرات. تكذيب ضمني قناة الميادين الموالية للنظام السوري وإيران، ظلت صامتة لمدة يومين لتعلن بعد ذلك أن الكرملين لم يعلق على البيان الإيراني، فيما أشار مراقبون إلى أن ما صدر عن موسكو كان نقيضا، بل تكذيبا ضمنيا لما نشر. وأضافوا أن الكرملين أبقى على موعد زيارة وزير الخارجية الأميركي، ريك تيليرسون، ولم تطلب تأجيلها، مؤكدة عدم رغبتها في الصدام مع أميركا في سورية، كما أن رئيس لجنة الشؤون الدولية في الدوما، السيناتور قسطنطين كوساتشوف، بادر إلى الإعلان بأن القوات الروسية في سورية لن تتورط في مجابهة عسكرية مع نظيرتها الأميركية، كذلك أشار رئيس لجنة الدفاع والأمن، فيكتور اوزيروف، إلى أن القوات الروسية الموجودة في سورية هدفها محاربة الإرهاب، وليس لحماية الأسد من التهديدات الخارجية، وأن النظام يمكنه فعل ذلك إذا أراد. استهداف الأسد أضاف المراقبون أن التصريحات الروسية سبقها معلومات أن من بين الخيارات التي بحثها ترمب قبل توجيه الضربة لموقع الشعيرات، توجيه ضربة لكل مطارات الأسد، أو ضربه شخصيا في قصره، وأن هذه المعطيات يملكها الروس وتولوا توزيعها، لافتين إلى أنه بعد الضربة والبيان الإيراني، جدد البيت الأبيض قوله إن ضربات أخرى سوف تحصل حال شن الأسد هجمات كيماوية جديدة.