تبنى تنظيم داعش التفجيرين اللذين وقعا أمس في كنيستي طنطا والإسكندرية بمصر، وخلفا المئات بين قتيل وجريح، ويأتي مسلسل الهجوم على الأقباط في مصر من قبل الجماعات الإرهابية المتشددة، استباقا لزيارة بابا الفاتيكان المقررة لمصر يومي 28 و29 من الشهر الجاري، ومخالفة لوصية الرسول الكريم في صحيح مسلم، عندما أوصى المسلمين خيرا بأهل مصر، وهم الأقباط في ذلك الوقت، لأن بينهم ذمة العهد ورحما من جهة أم المؤمنين مارية القبطية، ابنة شمعون، التي تزوجها الرسول وأنجبت له إبراهيم. لم يكد المصريون يفيقون من صدمة تفجير كنيسة مار جرجس بمدينة طنطا، شمال القاهرة، حتى فوجئوا بانفجار آخر مماثل استهدف الكنيسة المرقسية بالإسكندرية، بعد وقت قصير من مغادرة البابا تواضروس بطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لمبنى الكنيسة، فيما أكدت مصادر أمنية أن الحادث كان محاولة لاغتياله. كما تأتي العمليتان قبيل أسابيع قليلة من زيارة سيقوم بها بابا الفاتيكان، فرنسيس، لمصر أواخر الشهر الجاري. وفيما أكدت مصادر أمنية مصرية أنه تم زرع عبوة ناسفة تحت مقعد في كنيسة طنطا، قالت مصادر إعلامية، نقلا عن شهود عيان إن انتحارياً، في الثلاثينات من العمر، وراء التفجير. وأدى الحادث الأول إلى مقتل 26 شخصا وإصابة 71 آخرين، كما أسفر الحادث الثاني عن مقتل 11 شخصا، بينهم قائد قوة تأمين الكنيسة، المقدم عماد الركايبي، وضابطين آخرين وإصابة آخرين. وتبنى تنظيم داعش مسؤولية التفجيرين. استهداف الأعياد كشف مصدر أمني أن عدة انفجارات متتالية وقعت في كنيسة مار جرجس بشارع علي مبارك بطنطا، مما دفع قوات الشرطة إلى فرض طوق أمني حول المنطقة للبحث عن قنابل أخرى محتملة، ولتمشيط المكان بحثاً عن مشتبهين. مؤكدا أن التفجير استهدف الكنيسة بالتزامن مع بدء احتفالات المسيحيين ب «عيد الشعانين»، حيث تكون الكنائس مكتظة في هذا التوقيت، لضمان وقوع أكبر عدد من الضحايا. وقالت مصادر أمنية إن عدد ضحايا الحادث لا يزال مرشحا للارتفاع بقوة، لاسيما أن معظم المصابين حالتهم حرجة. وأضاف محافظ الغربية، اللواء أحمد ضيف صقر، أن قوات الأمن المختصة بدأت على الفور تعقب الجناة، مشيرا إلى أن المحافظة وضعت كافة إمكاناتها لكشف غموض الحادث وضبط المتورطين. قصور أمني كشف مصدر أمني مصري عن مفاجأة، حيث قال إن أجهزة الأمن عثرت قبل 10 أيام على قنبلة في محيط كنيسة طنطا، حيث قام عدد من الأهالي بإبلاغ قوات الأمن عن وجود جسم غريب، يشتبه أنه قنبلة، في محيط الكنيسة، وعلى الفور هرعت قوات المفرقعات إلى الموقع وتمكنت من التعامل معها، ورفعها ونقلها بعيداً عن المنطقة السكنية، حيث نجحت القوات بالفعل في تفكيكها وإبطال مفعولها. وعقب التفجير تحدثت شخصيات أمنية عن وجود خلل أمني ينبغي معالجته للقضاء على العمليات الإرهابية، وقال مساعد وزير الداخلية الأسبق، اللواء محمد نور الدين «يجب تزويد الكنائس بكاميرات مراقبة مزودة ببرامج كمبيوتر ذكية تتم مراقبتها على مدار 24 ساعة، لمنع وقوع العمليات الإرهابية، وتكرار تلك الحوادث يؤكد وجود قصور أمني، لكن علينا الاعتراف بأن الحرب ضد الإرهاب لا تنتهي بين يوم وليلة، حيث تطور التنظيمات الإرهابية أدواتها وخططها في ظل ما تحظى به من دعم لوجيستي خارجي». إلى ذلك، قرر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أمس، إعلان حالة الطوارئ في مصر لمدة ثلاثة أشهر، بعد اتخاذ الإجراءات القانونية والدستورية اللازمة.