بعد ختام فعاليات مهرجان أفلام السينما السعودية الرابع في الدمام نهاية الأسبوع الماضي، وتصريح ورئيس مجلس إدارة جمعية الثقافة والفنون سلطان البازعي بأن المهرجان سيتحوّل إلى مؤسسة استثمارية باسم «أفلام السعودية» تعمل على تطوير الفيلم السعودي على أسس اقتصادية،رصدت «الوطن» آراء بعض الفائزين بالجوائز الكبرى في المهرجان، حول أهمية تلك الخطوة، وهل يمكن أن تعالج مشكلات السينما السعودية؟، حيث اتفق المتحدثون على أن أبرز مشكلة تواجه الفيلم السعودي هي أن دور العرض الخليجية والعربية التي تعمل على أسس تجارية لا تقبل عرض هذه الأفلام في صالاتها. صناعة تجارية يقول صانع ومخرج الأفلام الوثائقية فيصل العتيبي «إن الأفلام الوثائقية تعتبر من أصعب أنواع الأفلام والتي تحتاج إلى مجهود كبير في البحث والإعداد والإنتاج، ومع ذلك برزت في آخر ثلاث سنوات أسماء واعدة تبشر بمستقبل جيد في صناعة الفيلم الوثائقي، تعتمد في حضورها على مهرجانات الأفلام». وأضاف العتيبي الذي فاز فيلمه «أنسنة مدن» على جائزة أفضل فيلم عن مدينة سعودية في مهرجان الدمام الرابع «مشكلة هذه الأفلام أنها غيرة مناسبة للعرض في دور السينما، لأن دور السينما استثمار وترفيه بالدرجة الأولى وستبحث عن آخر إنتاجات السينما العالمية وليس عن الأفلام الشبابية القصيرة، ومن أجل أن يصل الفيلم السعودي إلى دور العرض التجارية لابد له من نقلة من مرحلة الهواية والشغف إلى مرحلة الصناعة، فنحن نطمح إلى تأسيس الصناعة بطريقة احترافية وإلى دعم إنتاج الأفلام وتسويقها، لكي يساهم الفيلم السعودي في تثقيف المجتمع والرفع من وعيه بقضاياه وتعزيز انتمائه الوطني». أبواب مغلقة يؤكد مخرج فيلم (مبنى 20) الحاصل على 3 جوائز في مهرجان أفلام السعودية عبدالعزيز الفريح، أن إنتاج الأفلام الوثائقية محليا وعربيا صعب، بسبب الظروف الاجتماعية والعادات والتقاليد. وقال ل«الوطن»: الناس لا يفتحون بيوتهم ولا قلوبهم لي كصانع أفلام مهتم بتوثيق حياة الناس، كذلك هناك تعقيدات كبيرة في تصاريح وقوانين التصوير في الأماكن العامة وفي الشوارع وعدم تقبل الناس للكاميرا، مضيفا «لهذه الأسباب تصوير الأفلام الوثائقية في الخارج أسهل، ولعل أكبر صعوبة واجهتها في تصوير فيلمي الأخير هي التصوير في أشهر منطقة معروفة بالإجرام والمخدرات في الفلبين». وعن سبب ندرة الأفلام الروائية الطويلة قال الفريح «السبب واضح وهو أنه لا يوجد لدينا صناعة أساسا ولا دور سينمائية أو معاهد متخصصة في تدريب أقسام الإنتاج السينمائي أو نقابة سينمائيين أو مؤسسة سينمائية خاصة، كما أن مؤسسات الإنتاج لدينا ضعيفة، وبالكاد تنتج الإعلانات والأفلام القصيرة لبعض الجهات، حيث إن إنتاج الأفلام السينمائية مكلف ويحتاج إلى طاقم فني كبير متخصص ومحترف، وإن كان هناك منتجون سيدفعون الأموال فأين ستعرض هذه الأفلام؟». مردود ثقافي وسياسي اعتبر الفريح أن إعلان البازعي تحويل المهرجان إلى مؤسسة استثمارية «أمر مهم وجيد». وأضاف: هذا إن تم سيكون له مردود ثقافي و اقتصادي وسياسي للمملكة، لأن أفلامنا السعودية ستصل إلى دور السينما العالمية، ولكي نكون جاهزين للمرحلة القادمة نحتاج أيضا إلى إنشاء معاهد تدريب احترافية. وعن رأيه في أفلام «اليوتيوب» قال الفريح «مهما تطوّرت فهي ستبقى أفلاما متواضعة لن تصل إلى العالمية، لأن أفكارها محدودة وأسلوبها محدود ولها سقف معين لا يمكن تجاوزه. دور جيد يلخص مخرج فيلم (300 كلم) الحاصل على 3 جوائز من مهرجان أفلام السعودية، محمد الهليل، رؤيته حول دور المهرجان بالقول «الصعوبة التي واجهناها هو عدم وجود دعم للفيلم السعودي، حتى قام المهرجان بذلك، حيث إن له دورا كبيرا في تطور صناعة الفيلم السعودي، خصوصا في السنوات الأخيرة». لكنه اختلف في الرأي مع الفريح، حول أفلام اليوتيوب، قائلا «اليوتيوب يعتبر منفذ جيد، ولكنه يختلف تماما عن السينما وله قاعدة جماهيرية كبيرة سواء من المتابعين أو من المخرجين صانعي الأفلام القصيرة، مع العلم أنه أصبحت لدينا أفلام سعودية تنافس على جوائز عالمية بالرغم من الكثير من المعوقات وهذا إن دل يدل على شغف كبير لدى الشباب السعودي لهذه الصناعة. مرحلة تحول أرجع مخرج فيلم (المغادرون) الحاصل على جائزة النخلة الذهبية كأفضل فيلم روائي في مهرجان أفلام السعودية، عبد العزيز الشلاحي، قلة الأفلام الروائية الطويلة إلى كون المخرج ينظر لها على أنها مرحلة تحول، لأن الأفلام القصيرة هي أشبه بمرحلة الإعداد والتحضير. وأضاف: «عدم وجود معاهد متخصصة لم يمنعنا نحن كشباب سعوديين من الاستمرار في إيصال الرسالة التي نريدها، وهو سؤال دائم يوضع أمامنا في كل مهرجان عالمي نشارك فيه». وختم «هنا لابد من كلمة حق هي المهرجانات كان لها الفضل الأكبر في تطور الحراك السينمائي في السعودية».