البشت عباءة رجالية يرتديها الرجل فوق ثيابه، واستخدم محل هذا الاسم الكلمة العربية الفصحى وهي «العباءة». ويرجع أصل البشت إلى بلاد فارس، وتعني كلمة پُشت «خلف»، وذلك باللغة الفارسية، أو ما يلبس من وراء الظهر.. ومن منطلق حرص المديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة تبوك ل«راعين البشوت» الكرماء، فقد حرصت على تعزيز الدور الاجتماعي وتعزيز التواصل مع المسؤولين ومشايخ القبائل ورجال الأعمال وبشكل مختصر وبدون تشويش على القارئ، هم (راعين البشوت)، فدعو إلى الاهتمام بهذه الفئة الغالية على قلوبنا، وتقديم (أفضل) الخدمات الصحية لهم ولذويهم، سواء ممن يلبس البشت أو ممن يكتفي بذكر أنا من طرف فلان! ومن منطلق حرصي على التفصيل والتمحيص بذلك التعميم أرى ما هو آت.. أستفتح ذلك التعميم على الاهتمام بكافة شرائح المجتمع لتقديم الخدمات الصحية، وذكر بعد ذلك التقسيمات التي لا يجب أن تكون، وهذا ينافي ما تلا ذلك التعميم بالكلية وينسف البركة منه.. وقد أشاروا إلى تقديم أفضل الخدمات الصحية.. وهنا نقف على أمر محير فقد بدأت أتوجس خيفة وأتساءل هل هنالك خدمات صحية تقدم أقل أفضلية للمؤلفة قلوبهم واللاصقين بالأرض؟ مما لا حول لهم ولا قوة! ما الذي سوف تقدمه لمن يقف على رصيف الانتظار ويطول مدة انتظاره حتى يصبح جثة متحركة في محاولته لدخول المستشفى ليجد سريرا فارغا؟ أصبحنا نطوف في صحن التسول لكي نجد من يلتفت لحاجتنا. رغم أن حكومتنا قد وفرت مدنا طبية وميزانية ضخمة.. لكن من يديرها لا يعي شيئا عن الإدارة عن الطب وعن حاجة المريض. حقيقة، من حرر له ذلك التعميم لا يحتاج إلى عناية، فهو لن يتنازل ويعرف آنفا كافة الخدمات التي تقدم له، وسوف يبدأ يحزم حقائبه ويحسم أمره ويلجأ إلى منطقة أخرى، بينما صمد لك البسيط الذي يعاني الأمرين ليقتنص سريرا أو خدمة أفضل! لذلك أنصح المرضى الكرام -شفاهم الله وعافاهم- أن يستعجلوا لاقتناء (بشت) رهيفة صيفية، ولن تحتاج لمناشدة بعد اليوم!