قالت مجلة «فورين بوليسي» الأميركية في تقرير لها، إن التدخل العسكري الروسي المتصاعد ضد الجماعات المسلحة التي تحاول الإطاحة بنظام بشار الأسد أثبت أن الرئيس الروسي فلايمير بوتن مستعد للقيام بأي شيء لإبقاء الأسد في الحكم، مضيفة أن موسكو تبذل أقصى جهودها لإنقاذ الأسد من مصير مشابه لمصير الرئيس الليبي السابق معمر القذافي أو المصري الأسبق حسني مبارك، وأنها ربما تريد من خلال ذلك أن تبعث رسالة حول استعدادها للعمل بشكل قوي على دعم حلفائها في منطقة يشعر فيها الكثير من حلفاء أميركا بالقلق حول مدى استعداد واشنطن للدفاع عن أنظمتهم. حسب التقرير فإن هناك عدة أسباب جعلت روسيا تصر على إبقاء الأسد في السلطة، منها أن استمرار النظام يعني بقاء الميناء العسكري الوحيد الذي تملكه روسيا في المياه الدافئة، حيث إن مدينة طرطوس الساحلية السورية تستضيف القاعدة البحرية الروسية الوحيدة في البحر الأبيض المتوسط. كما أن موسكو تريد أن تتأكد من عدم إمكانية عودة الإرهابيين الروس المتواجدين في سورية والعراق إلى بلدهم. ووفقا لتقديرات الخارجية الروسية فهناك ما بين 800 و2.000 متشدد روسي سافروا للقتال في سورية والعراق، فيما يعتقد بعض المراقبين أن روسيا تعتبر الدفاع عن حلفائها «مسألة شرف»، ولذلك قدمت دعما دبلوماسيا كبيراً لنظام الأسد منذ بدء الصراع في سورية في 2011، واستخدمت الفيتو في مجلس الأمن عدة مرات في هذا الإطار. التدخل العسكري لم يتوقف الأمر على الدعم الدبلوماسي أو قتال داعش فقط، حيث تشير «فورين بوليسي» إلى أن موسكو تدخلت عسكرياً وشنت ضربات جوية ضد أهداف قالت إنها مرتبطة مع تنظيم داعش، لكنها كانت في الواقع تضرب قوات المعارضة السورية التي تقاتل ضد النظام. وقالت المجلة إن روسيا ربما قامت بنشر قوات روسية من «المتطوعين» لتنفيذ عمليات محدودة على الأرض. ويعتقد بعض المراقبين الغربيين والمسؤولين الأميركيين أن بوتين يسعى من خلال التدخل في سورية إلى زيادة شعبيته من ناحية، وتعزيز نفوذ روسيا الإقليمي من ناحية ثانية. ويبدو أن المسؤولين الغربيين يراهنون على فشل روسيا في إبقاء الأسد في السلطة وإقناعها بضرورة عزله والمساهمة في اختيار خليفته.
أسباب التمسك الروسي بالأسد - ضمان الوجود العسكري الوحيد في البحر المتوسط - منع عودة الإرهابيين الروس بالمنطقة إلى بلدهم - اعتبار موسكو الدفاع عن حلفائها مسألة شرف - زيادة شعبية بوتين في روسيا - تعزيز نفوذ روسيا في الشرق الأوسط