أكدت صحيفة «الباييس» الإسبانية، أنه بعد ست سنوات على انتفاضة الشعب السوري والحروب والمداخلات في سورية من دون أفق لتسوية سياسية، بات توزيع البلاد إلى مغانم تقتطعها دول انخرطت في الصراع أمرا شبه محسوم، مشيرة إلى انطلاق عملية تقسيم الغنائم السورية حاليا، خصوصا بين إيرانوروسيا. وقالت الصحيفة في تقرير للباحث الإسباني، إغناسيو ألفاريز أوساريو، مؤلف كتاب «سورية.. الثورة والطائفية والجهاد»، إن موسكووطهران وضعتا خطة من شأنها أن تخدم أطماعهما الاقتصادية والعسكرية، وأن تنفيذ هذه الخطة مرتبط ببقاء نظام بشار الأسد. وأوضح التقرير أن الجولة الأخيرة من محادثات جنيف قد انتهت بتحقيق تقارب حول الخطة الانتقالية التي تهدف إلى إنهاء الحرب، مبينا أن أهم المستجدات الرئيسية بالساحة السورية حاليا، تمثلت في أن روسيا والولايات المتحدة أبدتا استعدادهما التام للتعاون حول الملف السوري. رأس الأسد استبعد التقرير في هذه المرحلة أن تقدم كل من روسياوإيران رأس الأسد لطرف ثالث على طبق من فضة، خاصة وأن كلا الطرفين ينتظران أن يتلقيا أجرا كبيرا مقابل الخدمات التي سبق وأن قدماها للأسد، في الوقت الذي يستعدان للمشاركة في سباق تقسيم الغنائم، مبينا أن روسيا وقعت في شهر يناير الماضي اتفاقا مع النظام السوري من أجل التمتع بالسيطرة الكاملة على القاعدة البحرية في طرطوس، التي ستثبت من خلالها تمركزها ونفوذها في منطقة البحر الأبيض المتوسط على مدار السنوات المقبلة،كما أقامت روسيا قاعدة حميميم الجوية، واستفادت من الوضع كي تؤمن لقواتها المنتشرة في سورية امتيازات مماثلة للامتيازات التي تتمتع بها القوات الأميركية في العراق. واضاف التقرير أن شركة «سويوز نفت غاز» الروسية، أبرمت عقدا يقضي باستغلال احتياطيات النفط والغاز الكبيرة التي ستعثر عليها في السواحل السورية على مدار ال 25 سنة القادمة. دعم الميليشيات وفقا للتقرير فإن طهران تسعى أيضا لنيل حصتها من الغنائم بسورية؛ مقابل الدعم الذي قدمته للأسد، حيث وقعت شركة الاتصالات الإيرانية التابعة للحرس الثوري اتفاقا مع النظام، علما أن الحرس الثوري خصص جزءا من عائدات هذه الشركة لمقاتليه وميليشياته. وتعتزم إيران استغلال مناجم الفوسفات في محيط مدينة تدمر، وبناء ميناء وقاعدة عسكرية في بانياس، كما تعتزم إيران استغلال هذا الميناء لتصدير النفط الإيراني عبر خط أنابيب يقدر طوله بحوالي ألف و500 كيلومتر، مرورا بالعراق وسورية.