تحسّباً لسقوط نظام «بشار»، تسعى كل من إيران وحزب الله لتشكيل ميليشات تابعة لها في سوريا، وتجري تدريبات هذه الميليشيات في لبنان على يد عناصر من حزب الله، وما هو مقتل ممثل «نجاد» الجنرال «حسن شاطري» ومن معه بعد عودته من طهران إلى دمشق إلى بيروت إلا دليل آخر على مساعي إيران ومعها حزب الله لدعم ما يسمى بالجيش الشعبي الموالي ل«بشار» وتأمين قاعدة إيرانيّة على الحدود اللبنانيّة وميناء اللاذقية لضمان النقل والمواصلات بين إيران وحزب الله. وأكد قادة الحرس الثوري الإيراني من قبل أن «الجيش الشعبي في سوريا يعد نسخة مماثلة لقوات الباسيج الإيرانيّة»، أي الميليشيات التابعة للحرس الثوري الإيراني. وكانت وزارة الماليّة الأمريكيّة قد أعلنت أن «إيران تنفق ملايين الدولارات على الجيش الشعبي في سوريا». ولا شك أن تأمين النقل الجوّي والبحري من سوريا إلى لبنان يحظى بأهميّة أكبر بكثير من رأس بشار بالنسبة لإيران. وتتكرّر تجربة العراق في سوريا، حيث اصطفت إيران إلى جانب أمريكا لتقسيم الكعكة السوريّة وتبادل المصالح بينهما، ومثلما سلّمت أمريكا جنوب العراق بأكمله لإيران بموجب التقسيمات الطائفيّة، تتكرّر التجربة الآن في سوريا. ومن هنا نستشف ترهّل الموقف الأمريكي حول الثورة السوريّة وكأنها تفسح المجال لإيران وحزب الله لاستكمال مشروع تقوية الميليشيات التابعة لها لتساعدها على عزل منطقة العلويين وبقائها تحت السيطرة الإيرانيّة.