بعد ساعات من تصريحات رئيس المخابرات الأميركية جون برينان، عن غموض مستقبل سورية وإمكانية تقسيمها، تحدثت تقارير عن ظهور جماعات مسلحة جديدة بدأت تظهر بسورية، إلى جانب ميليشيات إيران وحزب الله، التي يبدو من توجهاتها المعلنة ومعاركها المستمرة، الإسراع بتقسيم سورية إلى مناطق نفوذ عرقية وطائفية، مشيرة إلى أن إيران تعمل حاليا على تغيير البناء الديمجرافي بالمناطق التي تسيطر عليها في سورية استعدادا لفصلها في حال التقسيم، وذلك من خلال جلب أعداد كبيرة من الموالين لطهران والقادمين من دول أخرى، وتوطينهم على حساب السكان السوريين الأصليين. ولفتت التقارير إلى تعدد زيارات المسؤولين العسكريين لسورية في الآونة الأخيرة، ومن بينها ما تناقلته مواقع إيرانية من صور لزيارة قائد "الباسيج" الإيراني التابعة لقوات التعبئة الشعبية التابعة للحرس الثوري، العميد محمد رضا نقدي، والذي زار نقطة حدودية في منطقة القنيطرةجنوب سورية. ونبهت التقارير إلى دلالات هذه الزيارة في هذا التوقيت، لا سيما أن إيران تحشد ميليشياتها لمحاصرة مدينة حلب مع قوات نظام الأسد، لافتة إلى أن قوات الباسيج ووحدات الحرس الثوري موجودة في الحرب الأهلية السورية منذ 2011، محذرة من تنفيذ مخطط طهران في سورية والذي لن يقتصر تأثيره على تقسيم هذا البلد فقط وإنما سيمتد إلى المنطقة كلها.
الجماعات المسلحة أشارت التقارير إلى أن الجماعات المسلحة التي ظهرت أخيرا في سورية وتزعم أنها امتداد للثورة، تتمركز في مواقع تبدو من الناحية الجغرافية أقرب إلى الرغبة في السيطرة على أقسام بعينها من البلاد، هي نفسها المرشحة أكثر من غيرها لحكم ذاتي أو إدارة مستقلة. ولفتت التقارير إلى أن المنطقة الشرقية والشمالية الشرقية من سورية والتي تمثل مصدر النفط الوحيد في البلاد، هي المهيأة حاليا لتكون أول منطقة حكم ذاتي، وهو ما أشارت إليه مصادر إسرائيلية بأن كردستان سورية أقرب إلى التأسيس الآن من أي وقت مضى. وقالت التقارير إن أهم القوى التي تعتزم الإسراع بتقسيم سورية تتمثل في قوات سورية الديمقراطية، ووحدات حماية الشعب الكردية، وجيش الثوار، وقوات الصناديد، وجيش العشائر، و"ثوار الرقة"، وكذلك القوة العسكرية التي سيعلن عنها حزب الغد السوري. وأضافت التقارير أن هذه القوى في مجملها تمثل توجهات عرقية وعشائرية، هدفها بسط السيطرة وتقاسم النفوذ في المنطقة بعيدا عن مشروع الثورة وسورية الموحدة، لافتة إلى أن هذه القوى "مدعومة من أميركا وروسيا، وبعضها ينسق مع إسرائيل".