قال موقع «دايلي بيست» الأميركي، إن اختيار الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لمرشحة اليمين المتطرف الفرنسي، مارين لوبن، لاستقبالها في الكرملين عن باقي السياسيين الفرنسيين، يعكس مدى رغبته في التشفي من أوروبا، والتغلغل داخلها لاستكمال المصالح الروسية الضائعة منذ قرون. وأكد التقرير الذي أعده الباحثان كريستوفر ديكاي، وآنا نيمتسوفا، أن مراهنة بوتين على فوز لوبن في الانتخابات الفرنسية المقبلة، سيكون ناجحا وأكثر خدمة للمصالح الروسية، باعتبار أن الأحزاب اليمينية تؤيد سياسة أكثر عنفا تجاه الاتحاد الأوروبي على الأصعدة السياسية والدفاعية والاقتصادية. وأضاف التقرير أن التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية، إن ثبت صحته، يعتبر أقل حدة من التدخلات السافرة في الانتخابات الأوروبية المرتقبة، حيث إن تصريحات بوتين التي نفى فيها أي تدخل لبلاده في الأحداث الفرنسية، تعتبر متناقضة تماما بمجرد استقباله مرشحة اليمين الفرنسي لوبن، بمراسم تدل على أنها رئيسة لفرنسا بالفعل. صفقات مشبوهة أوضح التقرير أن الاستقبال الذي حظيت به لوبن في موسكو لا يمكن أن يقدم إلا للزعماء والقادة، حيث التقت الأخيرة شخصيات مجلس الدوما قبل أن تلتقي بوتين، مشيرا إلى أن حزب لوبن توجه إلى إحدى المؤسسات الروسية عام 2014، للحصول على أموال بالملايين، بعد أن فشل في الحصول على أي قرض داخل فرنسا. مشيرا إلى أن ثمن الأموال الروسية المقدمة لحزب لوبن هو الدعم الكامل لخطوة روسيا في شبه جزيرة القرم، إضافة إلى شن لوبن حملة مغرضة ضد واشنطن، متهمة إياها بإشعال الحرب الباردة الجديدة مع روسيا، مبينا أن الزيارة الأخيرة لموسكو يتوقع من ورائها جلب المزيد من الأموال الروسية لدعم حملتها الانتخابية، وقد يكون لقاء بوتين وحده والاستناد على دعمه كافيا عن الأموال المقدمة لحزبها. التقاء المصالح أشار الباحثان إلى أن أهداف لوبن وروسيا تلتقي في العديد من الجوانب، حيث تشن الأولى حملة ممنهجة ضد حلف الناتو، العدو اللدود لروسيا، إضافة إلى أنها تنوي تنظيم استفتاء شعبي بعد انتخابها، للخروج من الاتحاد الأوروبي، على الطريقة البريطانية، وهو الأمر الذي سيكون مفرحا لموسكو، من أجل تفكك هذا الاتحاد وجعل دوله لقمة سائغة في يديها. وخلص التقرير إلى وجود شبهات قرصنة تستخدمها موسكو ضد أحزاب أوروبية لحساب أحزاب أخرى، على غرار ما فعلته مع حملة المرشحة الأميركية، هيلاري كلينتون لحساب دونالد ترمب، مشيرا إلى أن التجربة الأميركية أعطت حافزا للروس من أجل تكرارها داخل أوروبا بكل إصرار.